قبل 6 سنوات، لم يسبح الجنوب أفريقى مارتن هوبس، على بعد ميل واحد، لكن هذا الأسبوع سجل رقمًا قياسيًا عالميًا من خلال السباحة 361 ميل - أى ما يعادل 581 كيلو مترا تقريبًا – وهو الطول الكامل لبحيرة ملاوى فى أفريقيا.
سجل هوبس البالغ من العمر 45 عامًا، الرقم القياسى، يوم الأربعاء، لأطول سباحة منفردة فى بحيرة، وأصبح أول شخص يسبح فى بحيرة ملاوى بأكملها بعد السباحة لمدة 54 يومًا على التوالى.
بدأ السباح الجنوب أفريقى مسيرته الرياضية كمتسابق دراجات على الطرق الوعرة وفى الماراثون، لكن بعد كسر فى "الديسك"، قيل له إنه لم يعد بإمكانه ركوب الدراجة أو الركض، وكانت السباحة هى رياضة التحمل الوحيدة المتبقية له، وقد أعطاه الماء المفتوح طريقة للعودة من إصابته المُدمرة وأعطاه الدافع للشروع فى مغامرة جديدة.
وقال هوبس، لشبكة "سى إن إن"، "كنت دائمًا أرغب فى القيام بمغامرة أفريقية ولم أتجول بها أبداً، ولم أكن أريد أن أدفن فى يوم ما قبل أن أُعرف بالشخص الذى عمل بجد وهذا كل شىء، ومن الجميل أن أترك إرثًا خلفى".
حطم "هوبس" من الناحية الفنية الرقم القياسى العالمى لموسوعة جينيس الأسبوع الماضى، لكنه استمر فى السباحة للوصول إلى نهاية البحيرة، حيث تمتد بحيرة ملاوى على كامل ساحل الدولة الواقعة فى شرق أفريقيا، وتشتهر بكونها موطنًا للتماسيح المميتة وأفراس النهر والبعوض.
وقال هوبس - الذى وصفه فريقه بأنه سباح منفرد - "كان أطول خط مستقيم للمياه يمكننى العثور عليه، لكننى لن أكذب، أشعر بالرعب من التماسيح"، وسبح هوبس فى المتوسط 7 أميال فى اليوم، وخلال هذه المدة ركز على وجبة التالية وخصوصًا الشوكولاتة لكى تخفف عنه الشعور بالألم.
السباحة لمدة 54 يومًا على التوالى تعنى أيضًا اجتياز الكثير من الأحوال الجوية السيئة، بما فى ذلك إعصار واحد جلب موجات تصل إلى السقف، وقال هوبس "حتى القارب كان يعانى من التوتر وكان الفريق يشعر بالقلق، ولقد أطاح بى الأمر عقليًا، لكن كان على فقط أن أحمل نفسى مرة أخرى."
وأضاف هوبس - الذى سبح بمعدل 7 أميال فى اليوم - إنه كان قادرًا على الوصول إلى هدفه من خلال التركيز على ساعة واحدة فى كل مرة، وساعده التفكير فى الوجبة التالية أو الشيكولاتة على دفع الألم أيضًا"، وتابع "هناك أيضًا اقتباسان أقوم باستخدامهما فى ذهنى للدافع، وهما إذا شعرت بعدم قدرتك على الاستمرار.. فكر فقط فى مدى قدومك".
واستخدم هوبس، سباحة Herculean كوسيلة لجمع الأموال لصالح مؤسسة Smile Foundation ، وهى مؤسسة خيرية جنوب أفريقية تساعد الأطفال الذين يعانون من مرض "الشفة المشقوقة" وتشوهات الوجه الأخرى.
مع وجود رقمين عالميين لديه، يخطط هوبس - حتى الآن - لإعطاء سلسلة من الخطب التحفيزية وربما كتابة كتاب كوسيلة لجمع المزيد من الأموال لمؤسسة Smile، وذلك بعدما جمع فريق Solo Swimmer، 10.000 دولار، بينما يأمل هوبس، أن يصل إلى نصف مليون راند جنوب أفريقى أى نحو 35 ألف دولار.
وبالنسبة لأى شخص يفكر فى مغامرته الخاصة، فإن نصيحة هوبس هى إخبار أى شخص والجميع عن هدفك، كما ينصح هوبس، بأنه "عليك أن تصيح بأعلى صوتك بأنك ستقوم بذلك، ولا تقل ربما".
