غناء وابتهال ومسجد.. البراجيل تحتفل بقدوم رمضان بطريقتها الخاصة.. صور

تتراص الكراسي على جوانب الشارع، ويخرج الأطفال من منازلهم مسرعين إلى شارع أحمد عرابي بمنطقة "شرق البلد" التي تقع بمحيط قرية "البراجيل" ، ويستعد الكبار لعودة ذكريات 40 عاماً مضت، وينتظرون انتهاء اللمسات الأخيرة من مجسم المسجد الخشبي الذي يصممه دائماً شباب وأطفال في البراجيل، استعداداً لاستقبال شهر رمضان. أعلى سطوح محمد أحمد أحد سكان القرية اتخذ ما يقرب من ثلاثة أشهر لتصميم المجسم الخشبي الذي يبلغ عرضه 5 أمتار وطوله 8 أمتار، للاحتفال بالأجواء الرمضانية، التي ظلت عادات توارثها الأبناء والأحفاد منذ عام 1983م، وجعلت البراجيل تنفرد باحتفالاتها بشهر الخير، تلك الكلمات التي عبر بها عماد سعودي، أحد سكان البراجيل القائمين على تنظيم الحفل. يقترب منتصف ليل السبت 4 مايو، ويأتي أهالي البراجيل لمنطقة شرق البلد، لتعلن إحدى فرق الفنون الشعبية بدء الاحتفال بذكر الله وسط فرحة كبيرة لسيدات ورجال وأطفال وشباب وكبار منهم من يجلس على مصاطب المنازل والمحلات التجارية وآخرين يجلسون على كراسي "الفراشة"، وتحاوطهم أكواب الشاي والقهوة وتنتشر الشيشة بأرض الشارع حول جلسات كبار القرية، بينما يقف البعض يرتل ذكر الله.. فيما تتمايل أيديهم وأجسامهم مع ألحان الطبول والزمار. "ما دام فيها لمة للعيلة والأسرة أو لمصر كلها لأن في ناس كتير من أماكن مختلفة في مصر جت وحضرت معانا احتفالات رمضان هنا، هنفضل مكملين".. تلك الكلمات التي تخرج من أفواه سيف الدين عادل، أول من صمم مجسم لاحتفالات رمضان داخل البراجيل، ويحكي لـ"انفراد" عن قصة أول مجسم قام بتصميمه وهو فانوس ويقول: "البداية بسيطة خالص طالب قاعد مع أهله وجت مناسبة رمضان، والمطلوب أن كل واحد عايز فانوس، وعلشان مزعلش الولد اللي والده جاب فانوس لأخته وملقاش زيه، قررت أني اصمم الفانوس بما أني بشتغل كهربائي". ويتابع "عادل" كلماته مبتسماً ويرسم البسمة على وجوه من حوله ويقول: "والمسجد ده اتعمل على مدار السنين اللي فاتت كان مكة والقدس والمسجد الأقصى والمدينة، كل ده كنت بغير فيه علشان ميبقاش زي كل سنة، والناس كلها بتشارك وبتفرح"، وبكلماته المبهجة يتحدث عن الأطفال الذين يتهافتون على الوقوف بجانبه أثناء التصوير: "الأطفال دول هما اللي بيدفعوا تمنوا دلوقتي مع الشباب والأهالي، وهما أصحاب الفرح واحنا بنقف معاهم كدا بس علشان نفرح ونبقى معاهم". سر لم يعرفه من يسكن خارج هذه القرية وشعور مليئ بالحب والتسامح يظهر على أهالي البراجيل أثناء استقبالهم للزائرين المعزومين من قبل بعضهم، ويضيف "عادل": "الجيل بتاعي كله كبر ووجودنا معاهم اداهم الفرصة أن كل واحد يبدع"، ويرى أن ذلك السر هو سعادة القرية بأكملها وهو مبتسماً بكلماته التي تتحاكي عن الوافدين إلى قرية البراجيل في هذه الليلة من أماكن مختلفة وعديدة في مصر "بيطلعوا البيوت وفوق السطوح ويتفرجوا علينا" . وتتوارث العادات والمظاهر ويتم تداولها بين الأبناء والأحفاد فيقول "محمد سيف الدين" وشهرته "شقاوة" الذي ورث تصميم مجسم رمضان عن والده: "احنا دايماً عندنا في البراجيل احتفال خاص بشهر رمضان وبنحتفل على مدار 40 سنة فاتوا، بدأها اجدادي ووالدي واللي في سنهم كانوا بيعملوا مجسم خشب، والمسجد السنة دي معمول على الطريقة النوبية". ويحكي "شقاوة" عما يحدث قبل بدء التصميم من كل عام: "المزج بيتم عن طريق أن كل الناس المهنية اللي منهم النقاش والنجار والكهربائي، بنشارك فيه علشان نطلعه بالشكل ده وكل سنة بيكون حد مسئول عن التصميم والتنفيذ وبيكون في حد مسئول عن التبرعات وأهالي القرية كلهم بيتبرعوا" . ألوان مبهجة يضعها شباب وأطفال البراجيل على مجسم رمضان 2019














































الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;