من أوائل الأنبياء فقد عاش فى حياة سيدنا آدم أبو البشر، أكثر من 300 عامًا، فهو أول بنى آدم حمل النبوة بعد "شيث" عليه السلام، كما أنه أول من خط بالقلم، وكذلك أول من خاط الثياب لأنه كان خياطًا، وتعلم النجوم وعرف الفلك، وعلم الناس كل هذا، إنه سيدنا إدريس عليه السلام.
ذكر فى القرآن مرتين، وقال تعالى "وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"، حيث رفعه الله سبحانه وتعالى إلى السماء الرابعة، وهناك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك قصة أن الله أوحى إلى إدريس عليه السلام بأنه يرفع إليه كل يوم مثل عمل بنى آدم، فأحب النبى أن يزداد عملًا عن غيره من الناس، فكلم صديقًا له من الملائكة وقال له ما أوحى به الله سبحانه وتعالى إليه، وطلب منه أن يتحدث مع ملك الموت ليؤجل قبض روحه ويزداد عملًا.
أخذه الملك معه إلى السماء، ولما كانا فى السماء الرابعة التقا بملك الموت، فحدثه الملك بما طلبه منه سيدنا إدريس عليه السلام، فقال له أرأيت إدريس، قال الملك: ها هو، فرد ملك الموت: يا للعجب، بعثت وقيل لى اقبض روح إدريس فى السماء الرابعة، فجعلت أقول كيف أقبض روحه فى السماء الرابعة وهو فى الأرض، ثم قام ملك الموت بقبض روح سيدنا إدريس عليه السلام هناك.
سُمى بهذا الاسم لغزارة علمه وكثرة دراسته، والاسم عربى أو سامى، ويروى أيضًا أنه يونانى أصله "أندريانوس" أو "اندرياس"، وفى العبرية يقال إن أصله "هرمس" أو "هرمز" وتعنى "حكيم"، وهذا اعتقاد الصابئة أيضًا.