امتلك من المال الكثير، فكان لديه الأراضى الواسعة، والأنعام والمواشى، وذلك وفقًا لما قاله المفسرون، إلا أن الله تعالى ابتلاه بفقد كل ذلك الرزق، وبمختلف أنواع الأمراض فى جسده، إلا قلبه ولسانه لم يصبهما أى أذى، فكان مداومًا على ذكر الله تعالى ليلًا ونهارًا، وكان مرضه سببًا فى بُعد الناس عنه، إنه أيوب عليه السلام.
كان لزوجته دور مهم فى حياته، حيث ظلت قائمة على أموره وشئونه، فكانت تعمل لدى الناس مقابل الأجر، ثم تذهب إلى زوجها أيوب بالطعام، وصبرت على فقد الأموال والأولاد، وحين تعرّضت لصد بعض الناس عن خدمتها لهم لعلمهم بأنها زوجة أيوب عليه السلام، خوفًا من انتقال مرضه إليهم، فاضطرت لبيع إحدى ضفائر شعرها إلى بنات الأشراف مقابل الكثير من الطعام، وبعد ذلك باعت الضفيرة الثانية أيضًا بذات المقابل، فأصاب أيوب عليه السلام العجب من كثرة الطعام، فكشفت له عن رأسها، فقال: (أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، فاستجاب له الله تعالى، فقال: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، وامتثل أيوب لأمر ربه، فانفجرت له عين من الماء باردة، فأمره الله أن يغتسل ويشرب منها، فشفاه من كل ما أصابه من الأمراض والأسقام الظاهرة والباطنة، وأبدله عنها بالصحة والعافية والأموال والأرزاق.
واسم أيوب هى اسم عبرى بمعنى "آيب" أى راجع إلى الله أو تائب، ويضرب به المثل بالصبر.