تتزايد الحملات المؤسسية والفردية حول العالم للحفاظ على البيئة والمناخ، من دعوات تنظيف الشواطئ ومياه البحار والمحيطات من القمامة، إلى الحث على تخفيض استخدام الوقود بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية المؤثرة على الطقس، وفى هذا الصدد، يكافح عامل مقاهى إندونيسى من سنوات لإقناع سكان مجتمع باريب الساحلى الصغير باتباعه فى التقاط القمامة المتناثرة فى الشوارع والشواطئ، واستخدم فى دعوته طريقة مشوقة وجذابة حيث ارتدى ملابس الرجل العنكبوت "سبايدر مان".
وقال الشاب الإندونيسى رودى هارتونو، البالغ من العمر 36 عامًا، وهو يرتدى ملابس الرجل العنكبوت بألوانها الحمراء والزرقاء: "فى البداية، قمت بالقيام بنفس النشاط دون ارتداء هذا الزى ولم يجذب انتباه الجمهور من أجل انضمامهم والمساعدة فى التقاط القمامة"، مضيفًا "بعد ارتداء هذا الزى، اتضح أن استجابة الجمهور كانت غير عادية"، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "the jakarta post".
وتأتى هذه المبادرة، فيما تعانى أجزاء كثيرة من إندونيسيا من قلة الخدمات الصحية المنظمة للتعامل مع النفايات، حيث تنتهى النفايات البلاستيكية على وجه الخصوص فى الأنهار أو فى المحيطات، وأظهرت دراسة نشرت عام 2015، فى مجلة Science، أن إندونيسيا رابع أكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان، وتولد 3.2 مليون طن من النفايات سنويًا، وينتهى نصفها تقريباً فى البحر.
ويقوم هارتونو عادة بجمع النفايات كرجل العنكبوت قبل أن يبدأ عمله فى الساعة 7 مساءً، وقد ساعدت جهوده فى تسليط الضوء على قضية النفايات على المستوى الوطنى، وتمت مقابلته من قبل الصحف، كما ظهر فى برامج تلفزيونية مرتديًا زى بطل السوبر مارفل كوميكس لشرح دوافعه.
فى البداية، اعترف بأنه اشترى ملابس الرجل العنكبوت لمجرد إرضاء ابن أخيه، قبل أن يلاحظ آخرون فى مدينته، وقال سيف بحرى، أحد سكان باريب فى جنوب غرب سولاويزى: "نحتاج إلى نموذج يحتذى به لتعزيز مشاركة المجتمع النشطة فى حماية البيئة".
ويبلغ عدد سكان المدينة الإندونيسية باريب، حوالى 142000 نسمة، والتى تنتج حوالى 2.7 طن من النفايات غير المُدارة يوميًا، وفقًا للبيانات الصادرة فى عام 2018 عن وزارة البيئة والغابات، وأضافت الدراسة، أن إندونيسيا، وهى أرخبيل يضم أكثر من 17000 جزيرة، تعد ثانى أكبر منتج فى العالم للملوثات البلاستيكية فى المحيطات بعد الصين.
وأشار هارتونو، إلى أنه يأمل أن تلقى الحكومة مزيدًا من الثقل على الجهود المبذولة لتنظيف القمامة وتشديد القواعد الخاصة بإدارة النفايات بما فى ذلك الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وقال "إن التقليل إلى أدنى حد من النفايات البلاستيكية هو أهم شيء يجب القيام به ، لأنه من الصعب تحلل البلاستيك".