يعيش الأطفال فى مناطق الحروب وسط ظروف قاسية تحرمهم من الحياة الطبيعية التى يتمتع بها أقرانهم فى البلاد المستقرة، حيث يعتاد الأطفال الدول المتوترة على سماع القذائف والصواريخ والرصاص، الأمر الذى لا يكون بيد أسرهم شيئًا لتجنيبهم إياه.
لكن أب سورى حاول أن يجد حلًا مبتكرًا وبسيطًا لتهدئة ابنته الصغيرة التى تصاب بالذعر مع سماع دوى القذائف الصاروخية والرصاص على مدار اليوم بسبب الحرب الأهلية الدائرة فى البلاد، وكانت حيلة الأب هنا هى ممارسة لعبة مع طفلته وهى "الضحك عند الانفجار"، حيث يضحك الأب وابنته بصوت عالى لتنشغل الطفلة بالضحك واللهو دون التركيز مع صوت القذائف والصواريخ.
وحسب الفيديو الذى نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن الرجل الذى يعيش فى إحدى مناطق إدلب فى شمال سوريا، وجد طريقه نحو هذا الأسلوب المبتكر والبسيط لكى يتغلب على الخوف والرعب الذى تعيشه ابنته البالغة من العمر 4 أعوام، فكلما ارتفعت أصوات الانفجارات ضحك الأب بصوت عالى تتبعه الطفلة الصغيرة منشغلة بتلك اللعبة عن صوت الانفجار.
ويظهر فى مقطع الفيديو الأب السورى وهو يقول لابنته "هذا صوت قذيفة"، وبعدها تضحك الطفلة إلى الضحك، ليقول لها وهم يبتسم" إنه شىء مضحك، أليس كذلك"، وترد عليه طفلته: "نعم إنه أمر مضحك".
ويشار إلى أن قناة العربية، كانت قد أفادت فى نبأ عاجل لها، أمس الاثنين، أن المرصد السورى قال إن "هناك 100 غارة جوية لروسيا على مناطق خفض التصعيد فى إدلب"، فيما كانت قناة العربية، قد ذكرت، أن النظام السورى يفتح ممرًا إنسانيًا غرب سراقب لخروج المدنيين من مدينة إدلب.
ويذكر أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، كان قد أكد أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم فى إدلب السورية، وأن تفاهما كاملا يسود فيما بينهم، معربًا عن أمله فى إمكانية خفض حدة التوتر هناك، وقال لافروف فى تصريحات للصحفيين فى ختام مشاركته فى مؤتمر ميونخ للأمن، أمس الاثنين، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، "إن العسكريين من روسيا وتركيا المنتشرون ميدانيا فى سوريا بمنطقة إدلب يتابعون مستجدات الوضع وهم على تواصل دائم مع بعضهم البعض".
وأضاف: "سمعنا من عسكريينا والعسكريين الأتراك على حد سواء أن هناك تفاهما كاملا فيما بينهم، وآمل فى أن يتمكنوا من طرح أفكار كفيلة بخفض حدة التوتر فى المنطقة على أساس الاتفاقات، التى تم التوصل إليها بين رئيسى روسيا وتركيا"، منوهًا باجتماع يعقد اليوم بموسكو بين مسئولين روس ووفد تركى لبحث التطورات فى إدلب، وشدد لافروف على أن فصل المسلحين المستعدين للحوار مع الحكومة السورية عن الإرهابيين يمثل مفتاحا لتسوية الوضع فى إدلب، قائلا: "إن انعدام التقدم على هذا الصعيد أدى إلى توقيع اتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب، ولكن تنفيذ هذا الاتفاق تعثر أيضا رغم نشر نقاط مراقبة تركية هناك".