عادة ما تبهرنا المشاهد الغريبة للحيوانات البرية التى يوثقها المصورين المحترفين بعدساتهم حول العالم، وفى الوقت الذى تكثر فيه المواقف المؤثرة والطريفة على حد سواء من الحياة البرية للحيوانات داخل الغابات، فإنه من النادر أن نشاهد تفاصيل ولادة حرجة لأنثى حيوان يُعرف بكونه بطىء الحركة.
من المتعارف عليه أن حيوان الكسلان يتحرك ببطء شديد، إلا أن هذا المقطع يثبت قدرة أنثى الكسلان على التحرك بسرعة كبيرة، خاصةً عندما تكون حياة صغيرها حرفياً معلّقة بين أصابعها، وقد صادفت مجموعة سياحية فى كوستاريكا، مشهد ولادة أنثى حيوان الكسلان ثلاثية الأصابع فى أواخر الشهر الماضى، ليوثق المرشد السياحى للمجموعة هذه اللحظة الحرجة والمقلقة إن صح التعبير.
وخلال مقطع فيديو يحبس الأنفاس، تعين على أنثى الكسلان أن تتصرف بسرعة فائقة، وأن تلف ذراعها حول صغيرها المعلّق بحبلها السرى، والذى كاد أن يسقط بعد لحظة من ولادته .
ومن جهته، قال المرشد السياحى ستيفن فيلا - الذى وثق المشهد – لشبكة "CNN" الإخبارية، إنه "بالتأكيد أغرب شىء رأيته على الإطلاق"، ويظهر المقطع صغير أنثى الكسلان معلّقاً فى الهواء لعدة ثوان، ويفصله عن السقوط من أعلى الشجرة الحبل السرى الخاص بأمه فقط.
فيما، تقول دكتور ريبيكا كليف، من مؤسسة "Sloth Conservation Foundation" فى كوستاريكا، ، إن توثيق مثل هذا المشهد يعد أمراً نادراً للغاية، مشيرةً إلى أن "رؤية الكسلان ثلاثية الأصابع تلد هو شىء لم يصادفه سوى عدد قليل للغاية من الأشخاص".
وتوضح كليف، أن "حيوانات الكسلان هى كائنات سريّة تعيش عالياً فى مظلة الغابات المطيرة وتتخصص فى التمويه.. ويعد من يرى واحداً منها فى البرية محظوظاً، ولكن لتحظى بمراقبة واحدة تلد فى العراء يُعد أمراً مميزاً للغاية"، لكن مع كل سنوات عملها مع الكسلان، فقد شهدت "كليف" ولادة مماثلة من قبل، بحسب ما قالته.
أما بالنسبة إلى ستيفن فيلا، الذى عمل مرشداً سياحياً فى منتزه لافورتونا، كوستاريكا، لمدة 8 أعوام، فلم يسبق له رؤية شىء من هذا القبيل على الإطلاق، وتضيف كليف، أنه فى العادة، "تنزل أنثى الكسلان إلى ارتفاع منخفض فى مظلة الغابات حتى تلد، وهو على الأرجح تدبير احترازى لمنع إصابة صغيرها فى حالة سقوطه على الأرض، كما أنها تقلل من المسافة التى تحتاجها الأم لتنزل وتسحب صغيرها من على الأرض فى حالة سقوطه.
وبغض النظرعن الحبل السرى، تقول كليف، إن مثل تلك الملاحظات العلمية من الأشخاص تساعد فى توفيررؤية مهمة حول موضوع غير مفهوم بشكل جيد من منظور علمى، أما بالنسبة لصغير الكسلان وأمه، فهما بخير وبقيا فى المنطقة ذاتها، بحسب ما أوضحه المرشد السياحى "فيلا".