مش الطبيعة بس.. صور تُظهر الجمال الخفى بين الآلات والمصانع

عادة ما تخطف المناظر الطبيعية العين والقلب معًا لما تعكسه للشخص من مشاهد خلابة، لكن على المعهود بتوافر تلك المشاهد فى الطبيعة فقط، فإن أمرًا مريحًا للعين يحدث بشكل غير متوقع عند النظر إلى المشاهد التى وثقها المصور أليستر فيليب وايبر، للمصانع، والمختبرات، والمنشآت الصناعية. ورغم أن هذه الأماكن تعطى الأولوية لجوانبها الوظيفية قبل مظهرها، إلا أن ذلك لم يمنعها من احتضان جمال غير متوقع، وذلك عبر ألوانها، وأنماطها المتناظرة، وخطوطها المتقاربة، وعلى مرّ الأعوام الثمانية الماضية، سافر المصور البريطانى أليستر فيليب وايبر، حول مختلف بقاع العالم لتوثيق مختلف الأشياء، إضافةً إلى مصانع متنوعة تتخصص فى صناعة شفرات الحلاقة، ومكبرات الصوت، والنقانق، وغيرها. ومن خلال كتاب "Unintended Beauty" (جمال غير مقصود)، جمع وايبر 100 صورة تقريبًا تكشف عن الجمال البسيط المخفى الذى يتوسط التعقيد الظاهر، وفى مقابلة عبر الهاتف مع شبكة "CNN" الإخبارية، قال وايبر، إن "الشىء المرضى بالنسبة إلىّ.. هو كون الصور تُظهر أمراً مثيراً للاهتمام بشكل عام، أو أمر لا يستطيع الأشخاص رؤيته كل يوم، ولكن له تأثير يحمل معنى على العالم الذى نعيش فيه". وفى البداية، يرى الشخص طبقة متناظرة، والجانب الجمالى البصرى، ولكن هنالك طبقة أخرى من الأشياء التى تحصل، ويبدأ الشخص فى التفكير عن كيفية تأثيرها على حياته، وأضاف المصور: "أود أن يفكر الأشخاص فى الأمر بتلك الدرجة من العمق". ومن آلات معقدة مثل تلسكوب راديوى فى مرصد "بنك جورديل" فى المملكة المتحدة، إلى أماكن تقوم بصناعة منتجات استهلاكية من السهل التعرف عليها، مثل مصنع للأحذية فى إندونيسيا، تعمل هذه الصور المتباينة على كشف انفصالنا عن الجانب العلمى والتكنولوجى الذى يُشكل أساس حياتنا الحديثة. ويقول تقرير "CNN"، "يعكس أسلوب المصور فضولاً لا يمكن إشباعه تجاه كيفية تعبئة الأشياء، وتشغيلها، وإنتاجها، وتُعد قدرته على إيصال ذلك الأمر من خلال الصور نتيجة نظرته الثاقبة، والكثير من التدريب، إضافةً إلى التفاؤل الذى يسمح له بالعثور على ومضات من الجمال فى أماكن غير جذّابة". فيما، أكد المصور، أن الكتاب يُعد احتفالاً "للبراعة البشرية"، والطريقة التى نفكر بها خارج الصندوق لحل المشاكل، والإجابة على الأسئلة، وتماماً مثل الجمال نفسه، تحتضن هذه الصور غموضاً غير موضوعى، وتُظهر إحدى هذه الصور مثيرة للجدل، إذ أنها أثارت غضب نشطاء حقوق الحيوان، بسبب التقاطها صفوفاً من الخنازير المعلقة فى مسلخ. ويضيف التقرير "وبدلاً من العثور على الجمال فى أماكن غير متوقعة، ماذا لو كانت هذه الصورة تُلطّف (sugarcoats) عملية تُعتبر قبيحة وعير أخلاقية بالنسبة للبعض؟، حيث يرى المصور أن هذا سؤال مثير للاهتمام، ثم قال إنه يرى الجماليات فى الصورة من خلال التناظر، والألوان، والأشكال". ومع ذلك، أكد المصور أنه يُقدر بشكل كبير حقيقة أن هذه الصورة تُعد أكثر أمر مثير للاشمئزاز بالنسبة للنباتيين، ويجادل وايبر، والذى كان نباتياً فى السابق، أنه يمكن للمشاهدين أن يتمسكوا بهذين الرأيين فى آنٍ واحد وبدون تناقض. ومع أنه يعترف باستكشافه للمحظورات عن قصد خلال أعماله، يرى المصور أنه كما يستفيد الأشخاص من معرفة كيفية صناعة المنتجات الاستهلاكية، يجب على أكلى اللحوم مواجهة حقائق هذه الصناعة.