حينما صدر قرار حظر التجوال بسبب تداعيات وباء كورونا المستجد كوفيد 19 ، كان على الجميع الاستجابة والجلوس فى المنزل، لكن خلال هذه الفترة شعر الكبار بالملل والضجر من الجلوس في المنزل، فما بالك بابن في سن المراهقة وهو في بداية انطلاقه وخروجه وذهابه إلى التمارين ولقاء أصدقائه المتكرر أسبوعيا، وفقد كل ذلك فجأة، والمراهق في هذه المرحلة العمرية لا ولن يعي خطورة الموقف، ومن الصعب إقناعه.
وقد يرتكب بعض الآباء بعض الأخطاء بقمعه ومنعه بدون حوار عاقل أو إيجاد بدائل تملأ هذا الفراغ المفاجئ، وهنا يأتي دور الأب الذي من المفترض أن يكون هو صديقه الأول وكاتم أسراره.
الدكتور محمد حسين خبير العلاقات الأسرية يقدم مجموعة نصائح للآباء حول كيفية التعامل مع ابنهم المراهق فى زمن الكورنا، وقال لـ"ليوم السابع": "على الأب هنا أن ينتهز هذه الفرصة للتقرب من ابنه ومصادقته والاستماع إليه، والتحدث معه عن الماضي والحاضر والمستقبل"، مؤكدا أن الأجازة تعد فرصة لأن يتفهم الأب طبيعة ابنه وطريقة تفكيره، وأن يحتويه ويفكر معه وإيجاد لغة للتفاهم معه وان ينزل إليه ويحاول الصعود به إلى مستوى تفكير متزن.
ويوضح دكتور حسين قائلا :" لا مانع أن يبدأ الأب في التعامل مع المراهق كصديق حميم ويلعبا سويا الألعاب التي تستهوي طفله كالألعاب الإلكترونية أو تصوير فيديوهات كوميدية، أو أن يصمما مكان في المنزل يحاكي القهوة البلدي ويجلسا ويطلبا المشاريب، ويسمح الأب لابنه إن يتحدث عن ما داخله من مشاعر دون خطوط حمراء أو خوف من اللوم والإهانة والعقاب، فالحظر والعزل فرصة رائعة للتقارب بين الأب وابنه واحتوائه وإعادة تقويمه وتقويم أفكاره التي انشغل بالعمل عنه وعن معرفته.