مشمش العمار ورمان أسيوط وجوافة حلوان.. لماذا ارتبطت هذه المدن بهذه الفواكه؟

مصرسلة غذاء العالم، اشتهرت بثرواتها الزراعية المختلفة، أرضها الخصبة تنوعت في إنتاج أفضل الخضروات، والفاكهة، والمحاصيل الزراعية، فداخل كل محافظة من محافظات مصرهناك مدينة تشتهر بإحدى الثمار المختلفة. ثمار المشمش بالعمار في فصل الصيف تجد ثمار الفاكهة المتنوعة داخل الأسواق المصرية ومن بينها المشمش، تلك الثمرة التي اشتهرت بزراعتها قرية العمار بمركز طوخ محافظة القليوبية منذ قرون بعيدة، يعود أصل زراعة المشمش إلى غرب ووسط أسيا ومنها إلى سوريا ثم انتقلت إلى مصر وبعض بلاد شمال إفريقيا. يقوم مزارعى قرية العمار بزراعة 400 فدان سنويًا بثمار المشمش، والتي قد يبلغ عمر شجرتها ما يقرب من 60 إلى 100 عامًا، حيث تنتج ما يقرب من 40% من إجمالي الإنتاج المحلي، هذا المحصول الذى ينتظره المصريون طوال العالم ليستمر إنتاجة شهرًا واحد فقط من كل عام. يعرف المشمش بأنه ثمار" العزيز" كما يطلق عليه أهل قرية العمار، فمدته القصيرة داخل الأسواق جعلته شيئًا نادرًا، فالموسم الذى يحضر له المزراعون طوال العام، لا يستمر سوى من 15 إلى 25 يومًا فى الأسواق ثم يختفى بجميع أنواعه فمنه الأحمر القاتم والأبيض الناصع، إلى جانب طعمه السكرى . على الرغم مما نمزح به نحن المصريون في أرجاء الجمهورية من جملتنا الشهيرة "في المشمش"! يتخذها أهل القرية بجدية فترسم ملامح المعيشة والمستقبل وموسم زواج وفرحة البنات، فيتصف موسم المشمش داخل قرية العمار بموسم السعادة للجميع، حيث تعلق كافة تداول المعاملات المادية إلى هذا الموسم بداية من المزراع إلى تاجر التجزئة البسيط، وأيضًا كافة التجار داخل القرية من البقالين والجزارين وحتى بائعى الأقمشة، فجملة "في المشمش" هي بمثابة عقد شرعى ويوم عيد لأهالى القرية. ثمار الرومان بأسيوط من ثمار المشمش في قرية العمار بدلتا مصر إلى ثمار الرمان بأسيوط في صعيدها، " الذهب الأحمر" شجرة معمرة وقصيرة لا يتعدى طولها الـ 3 أمتار، تلك الشجرة التي يستمر إنتاجها ما يقرب من 50 عامًا، شجرة تعتز بنفسها لا تقبل التهجين كما يحدث في بعض أشجار الموالح ما يجعل حلاوة طعمها لا يقاوم . يشتهر مركز البدارى في محافظة أسيوط، بزراعة فاكهة ثمار الرمان، وتنتشر زراعته في كافة أنحاء المركز، حيث يعد محصول استراتيجى بالنسبة لأهله، فيوزع إنتاجه داخل جمهورية مصر العربية ويصدره إلى الدول الخارجية وتعد نسبة التصدير ما يقرب من 90% من الإنتاج. يتميز محصول الرمان دخل مركز البدارى بطعمه السكرى الذيذ، ولونه الأحمر القاتم نتيجة لخصوبة أرضه، لذلك سبقت له الصدارة في الانتاج، مساحة زراعته ما يقرب من 7 ألاف فدان؛ حيث توسع المزارعون كل عام في زراعته بأراضي طرح النهر والجزر وسط نهر النيل، وليست الزراعة فقط، بل أصبح مركز البدارى الأول لإنتاج عصير الرمان على مستوى الجمهورية. ولثمار الرمان فوائد عديدة، حيث يتداول أهل المركز وصفه هامة لتساعد في علاج ضغط الدم وتنظيم الدورة الدموية، وذلك عن طريق تناول مشروب قشر الرومان المغلي، بالإضافة إلى دخوله في صناعات دبغ الجلود، وألوان المنسوجات، لذلك تتسابق دول خارجية مثل أمريكا وروسيا على شرائه. أما يوم حصاد موسم الرومان فتسمع من بعيد كلمات توارثتها الأجيال يرددها الحاصدين قالين"حلو يا رمان بلدنا، ماسخ يا رمان بعيد، دا الشجر طارح جديد" . جوافة حلوان ومن أسيوط إلى حلون، فنسمع عمنا فؤاد حداد بيقول "يا حلو حلوانْ يا جوافة .. ياحلو". الجوافة في حلوان ليست كغيرها من المناطق التي تشتهر بزراعة الجوافة، حيث حلاوة طعها السكرى ولونها الأخضر وأوراقها العريضة التي من أهم فوائدها القضاء على السعال إذا تناولت كمشروب دافئ بعد غليانه. وتعد حلوان من المحافظات التي اشتهرت بزراعة الجوافة في زمن بعيد على مناطق شاسعة من أراضيها، وتسمى بالجوافة البلدى، ويهتم المزارعون بموسم زراعة الجوافة لأنه كغيره من المواسم الزراعية التي تنشر البهجة على أهل حلوان زراعة سواء يوم الحصاد أو أيام التحضير للموسم . وللجوافة فوائد عديدة منها تحافظ على شبابك وتحميك من الشيخوخة، الوقاية من السرطان، تعزيز المناعة، وتعد هذه الفواكه بعضًا من ثمار الفاكهة اللذيذة التي تنتشر زراعتها في ربوع مصر المختلفة