يحظى حيوان الباندا باهتمام كبير فى دولة الصين، والذى قد يكون شعارًا هامًا يشير للدولة الآسيوية، كون هذا الحيوان يمثل جزءًا هامًا الدبلوماسية الصينية مع الدول الصديقة لها فيما يعرف باسم "دبلوماسية الباندا"، وكون الباندا حيوان مهدد بالانقراض، فإنها تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة الصينية التى تحمل على حمايتها من هذا الخطر وزيادة نمو.
وفى هذا الصدد، ولدت صغيرة باندا سمينة تزن 219 جرامًا مؤخرًا فى قاعدة تشنجدو البحثية لتربية الباندا العملاقة، والتى يعتقد أنها أثقل صغيرة باندا مولودة فى القاعدة، حيث ولدت الباندا الأم "إيلى" هذه الصغيرة فى حوالى الساعة 1:06 مساء يوم الجمعة فى القاعدة بمقاطعة سيتشوان جنوب غربى الصين، وفقا لما ذكرته القاعدة، الاثنين.
وقال خبير فى القاعدة، "إن صغيرة الباندا قوية وصحية.. لقد شربت 6 جرامات من حليب الثدى فور ولادتها، وهو أكثر بكثير من متوسط الكمية للمواليد الجدد"، وفى نفس اليوم، أنجبت الباندا العملاقة "يوانرون"، صغيرة باندا أخرى تزن 172.6 جرامًا، فى القاعدة، وأكد الخبراء أن الصغيرتين وأميهما بصحة جيدة، وحتى الآن هذا العام، وُلد ما مجموعه خمسة دياسم باندا، ثلاثة ذكور واثنان إناث، فى قاعدة تشنجدو البحثية لتربية الباندا العملاقة، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
ويشار إلى أن دراسة جديدة لباحثين فى أكاديمية العلوم الصينية فى بكين، كانت قد كشفت، فبراير الماضى، أن الاختلافات الوراثية بين اثنين من الباندا الحمراء أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقًا، ويقول العلماء إن الباندا الحمراء الصينية (Ailurus styani) والباندا الحمراء فى جبال الهيمالايا (Ailurus fulgens) ، والتى كان يُعتقد سابقًا أنها سلالات تظهر فعليًا عدة اختلافات جوهرية فى تركيبتها الوراثية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وجدت المقارنة التى استخدمت جينومات 65 من الباندا الحمراء، أن الصفات الفردية، مجموعة من الحمض النووى موروثة من أصل واحد، أظهرت حدوث طفرات وراثية أقل بنسبة 50% فى النيوكليوتيدات ذات الحرف الواحد والتى تشكل سلاسل أكبر من الحمض النووى.
كما أظهر البحث أيضا الذى نشر فى مجلة Science Advances ، أنه لا توجد متغيرات شائعة فى كروموسومات Y بين الباندا الحمراء الموجودة فى جبال الهيمالايا الشرقية وتلك الموجودة فى سيتشوان بالصين.
ونتيجة لهذه الاختلافات، يشير العلماء إلى أن هذين النوعين ينقسمان منذ حوالى 200000 عام فى غياب انتقال وراثى كبير بينهما، وتلقى الدراسة الضوء على تصنيف الباندا الحمراء، وكذلك قد يساعد البحث أيضًا فى التنبؤ باحتمالية دعم كل نوع، فإنه فى جبال الهيمالايا الباندا يكون التنوع الوراثى أقل من الباندا الصينية الحمراء.
ويقول العلماء أن حيوانات الباندا الحمراء فى الهيمالايا أكثر عرضة للأمراض الوراثية التى تصيب الأنواع ذات التنوع المنخفض، فيما لا تزال الباندا الحمراء مدرجة حاليًا على أنها مهددة بالانقراض من جانب الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة (IUCN) الذى قام بتقييم الحيوانات آخر مرة فى عام 2015، فى حين أن الأنواع الفرعية من الحيوانات لا تزال قادرة على التزاوج، إلا أن الأنواع المتباينة وراثيا ستنتج على الأرجح ذرية عقيمة، وبالتالى ستضمن الفشل فى تعزيز المجموعات السكانية.