"بجنونك بحبك"، وورود حمراء، مشهد لطيف فى حب لبنان تصدر المشهد بشوارع العاصمة بيروت، صباح السبت، بعد ليلة ساخنة عاشها البلد المتأزم اقتصاديًا على خلفية احتجاجات وعمليات شغب سادت شوارع العاصمة، قام خلالها ملثمون بانتزاع الأبواب وحطموا الواجهات الزجاجية والحديدية للمحال التجارية، على نحو متعمد باستخدام العصى والأحجار والأدوات الحديدية، كما حطموا محتوياتها بالكامل، وأضرموا النيران فى بعضها مستخدمين عبوات مشتعلة.
لافتة الحب والورود فى عشق الوطن، جاءت لتتصدر المشهد فى الصباح، وكأن الليل مر هادئًا دون أن يكون فيه إشعال نيران وأعمال شغب ومواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة، وكانت المفاجئة فى انتظار اللبنانيين فى الصباح، عندما ثبت أحدهم علم لبنان ولافتة مكتوب عليها "بجنونك بحبك"، والتى أحاطها بعدد من الورود الحمراء، حسب ما نقلته صحيفة النهار اللبنانية.
وانقسمت آراء اللبنانيين حول هذه اللافتة، فبينما قال ايلى نجيم، "أحلى بلد بالعالم لبنان"، اختلفت معه روفيدة محفوظ، فى نظرته للافته، وقالت: "هيدا اسمو هبل بيخربوا وبيكسروا وبعدين بيجى يقولو بحبك يا لبنان يلى يحب بلدوا ما يخربها"، ووافقتها الرأى رولا، التى قالت: "هيدا مس جنون هيدى زعرنة".
وكانت قد تدخلت عناصر جهاز قوى الأمن الداخلى (الشرطة اللبنانية) وقوات مكافحة الشغب، بأعداد كبيرة، مساء الجمعة، لإيقاف عمليات الشغب التى يشهدها وسط العاصمة بيروت، والتى انطوت على تحطيم وإحراق المحال التجارية بشكل واسع وممنهج من قبل أشخاص ملثمين.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع لفض التجمهر وعمليات الشغب الواسعة التى انطوت على تحطيم وحرق المحال التجارية فى محيط ساحة رياض الصُلح بوسط بيروت وقطع الطرق باستخدام الإطارات المطاطية المشتعلة والأخشاب، كما استعانت قوات مكافحة الشغب بعربات فض الشغب التى تستخدم المياه المضغوطة والخراطيم، فى سبيل حمل مجموعات المشاغبين على التفرق والتوقف عن تحطيم المحال التجارية.
وقامت فرق الإطفاء والدفاع المدنى بإخماد النيران فى المحال التجارية بساحة رياض الصُلح، بعدما اشتعلت النيران بصورة كبيرة وامتدت ألسنة اللهب إلى الطوابق العليا فى مبنى (العازارية) بوسط الساحة.
وتمكنت قوات مكافحة الشغب من السيطرة على الأمر وإجبار المتجمهرين على التفرق والتوقف عن عمليات الحرق والتحطيم، وذلك بعد مواجهات محدودة لم تدم طويلا فى شوارع وسط العاصمة، فى ظل انتشار واسع للقوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب فى كافة أرجاء وسط بيروت.