بدأت الحياة تعود لطبيعتها فى المدن الإيطالية بعد تخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث توجه الناس للشواطئ وخرجوا للشوارع للاستمتاع بحياتهم مرة أخرى بعد أشهر من العزل المنزلى الإجبارى لتجنب العدوى بالفيروس القاتل الذى تسبب فى حالة رعب بين مواطنى إيطاليا لارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بينهم خلال ذروة انتشار المرض.
ومع اتجاه إيطاليا لاستقبال رحلات جوية وفق سياسات تخفيف إجراءات الإغلاق، سيواجه المسافرون المتوجهون من أو إلى إيطاليا جوًا شروطًا وقيودًا جديدة داخل الطائرات خلال رحلاتهم الجوية، حيث لن يتمكنوا من استخدام مقصورة الأمتعة فوق مقاعدهم فى الطائرات بعدما اعتبرت سلطة الطيران المدنى الإيطالية أنها تشكل خطرا على الصحة.
وجاء القرار بموجب مرسوم حكومى نجم عن مخاوف من انتشار أوسع لفيروس كورونا المستجد، يلزم المسافرين بحمل حقيبة صغيرة يمكن وضعها تحت المقعد المقابل، والهدف من القرار منع التلامس بين الركاب والحد من الحركة داخل الطائرات.
وأكدت سلطة الطيران المدنى الإيطالية عدم إلزام الركاب بدفع مبلغ إضافى لتسجيل حقائبهم، ورحبت جمعية كوداكونز الإيطالية لحماية المستهلك بالقرار، معتبرة أن من شأنه "منع الفوضى" التى تحدث أحيانا فى الطائرة "عندما يضع الركاب امتعتهم فى المقصورة فوق المقعد"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
وأضافت الجمعية "فيما يتعلق بهذا الخصوص، فإن الإيطاليين هم من بين أكثر المسافرين غير المنضبطين فى أوروبا، إذ يتسببون بتأخر رحلات وصفوف انتظار من شأنها الآن ان تفاقم مخاطر العدوى".
ويشار إلى أن سكان ميلانو الإيطالية بدأوا فى التوجه إلى الشاطئ الحضرى بحديقة بمنطقة بورتا، موطن أطول ناطحة سحاب فى إيطاليا مع عودة أوائل السياح الأوروبيين" إلى بلادهم، وتوجه السكان لشاطئ ميلانو للاستمتاع بالطبيعية البحرية بعد غياب طويل بسبب الحجر الذى كان مفروضا على البلاد، وعرضت صحيفة اندبندنت البريطانية فيديو لتجهيز الشاطئ بالشماسى والكراسى لاستقبال السكان وسط اقبال ما زال ضعيفا من الزوار خوفا من عدوى كورونا.
وكان قد أعلن وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى لويجى دى مايو، الاثنين الماضى، عن "عودة أوائل السياح الأوروبيين" إلى بلادهم، ووفقا لموقع روسيا اليوم، قال وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى إن الحجوزات الأولى قد بدأت فى قطاع السياحة الإيطالى من ألمانيا وفرنسا وغيرهما من بلدان الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه من المبكر التكهن على أية حال بتراجع التدفقات السياحية من الخارج بسبب الوباء".
وتابع وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالي: "لقد عملنا على ضمان تحرك مواطنى منطقة شنجن الموسعة بحرية.. لكن لا يمكننا توقع تدفقات سياحية كتلك التى كانت قبل الوباء"، وفى وقت سابق، وجه وزير الخارجية الإيطالى لويجى دى مايو الشكر للكوادر الطبية قائلا "شكرى لكل أولئك الذين لم يتوانوا فى الحرب ضد فيروس كورونا، منذ اليوم الأول، بين أطباء وممرضات وعاملين صحيين، لأننا فزنا بفضلكم ونحن فخورون بالعمل الذى قمتم به وما تزالون".
وفى تصريحات صحفية خلال زيارته لمستشفى سبالانزانى مع نظيره الألمانى هيكو ماس، أضاف دى مايو، "أشكر ماس الذى حرص على التعرف على قواتنا البيضاء، الأشخاص الذين خضنا معهم هذه الحرب ضد الفيروس"، وتابع "كإيطاليا، وبفضل ذكائهم وتضحياتهم وجهودنا، إننا تمكنا من احتواء هذا الوباء ومواجهة أزمة صحية أجبرت العالم على تغيير العديد من عاداته".