كانت لويزا سوماجي وعائلتها يرغبون في الاحتفاظ بذكريات اللحظة الأخيرة من سنوات عمرهم الاثنتي عشرة التي عاشوها في دبي قبل العودة إلى أستراليا.
لقد فقدوا وظائفهم في صناعة السياحة بتوابع جائحة فيروس كورونا المستجد، ولم يعد أمامهم في هذه الحالة خيار آخر سوى المغادرة.
وتحت رداء من أشعة الشمس البيضاء، سجلت عدسة بولا هايني اللحظة اللحظات المؤثرة لسوماجي وزوجها وطفليها على الشاطئ.
وتقدم هايني جلسات تصوير مجانية لعشرات الآلاف من المغتربين المغادرين.
وتقول "معظم العائلات التي قمت بتصويرها هي عائلات كبار الموظفين الذين سرحوا من العمل. لقد عاشوا في دبي لمدد تتراوح بين 15 و20 سنة.. إنها حياتهم.. والآن يعودون لأوطانهم. لكن هذا المكان وطن أيضا".
قدمت المصورة، التي تباطأ نشاطها بعد إلغاء حفلات الزفاف وتطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي، 60 جلسة تصوير مجانية وتخطط لتقديم مئة جلسة أخرى.
ويشكل الوافدون غالبية سكان الإمارات، بما في ذلك إمارة دبي. وترتبط الإقامة بالعمل، ولا تتيح الدولة الخليجية العربية سبلا للحصول على الجنسية لغير المواطنين.
وتضررت دبي، وهي مركز إقليمي للسياحة والأعمال، بشدة بسبب الوباء إلا أن السلطات رفعت مؤخرا حظر التجول وألغت معظم القيود، بما في ذلك السماح للزوار الأجانب بالدخول اعتبارا من السابع من يوليو تموز.
لكن لم يعد أمام كثير من المغتربين خيار آخر سوى الرحيل بعد فقدان الوظائف، فيما يحيط الشك والغموض بمستقبل البعض.
ولم يقرر المصري محمد شحاتة وزوجته من جنوب أفريقيا وجهتهما القادمة بعد أربع سنوات في دبي، وقد أفسد الوباء محاولته لبدء عمل تجاري.
وقال "لم يعد أمامي للأسف فرصة للبقاء هنا الآن، لكنني أعتقد أننا سنعود على الأرجح في يوم من الأيام".