شهور طويلة من الجهد والعمل والصبر يبذلها الفلاح لأرضه التى يرويها بعرقه قبل الماء ويمنحها الرعاية والاهتمام وهو يمنى نفسه بهذه اللحظة، حين يؤتى جهده ثماره ويبدأ حصد ما زرعه.
فيكون يوم الحصاد مختلفًا عما قبله، يمشى إلى الحقل بخفة وكأنه على موعد مع حبيبته، فرحة تمتزج بالقلق من أى شيء يمكن أن يفسد عليه فرحته بمحصوله، وهو يجرى فى عقله الحسابات بشأن المحصول وسعره وما يخطط لعمله بعد الحصاد.
لا تقتصر الفرحة على صاحب الأرض وحدها وإنما كل المزارعين الذين يشاركون بالجهد والعرق، وحتى عمال اليومية الذين يعملون فقط فى الحصاد، يتجولون من حقل لحقل لحصد الثمار ويملأون عيونهم بالثمرات اليانعات وتملأهم الهمة والحماس فكلما جمعوا أكثر كلما كان أجرهم أعلى.