"متحف الشارع" فكرة أحمد لعرض التراث المهمل والبداية "نيجاتيف" وسط القمامة

يسير كغيره فى شوارع المحروسة، ولكن بعين فاحصة، يلقى نظرة هنا وهناك ليكتشف كنوز من الماضى، فيضمها إلى متحفه المنزلي الذي تحول فيما بعد إلى فكرة "متحف الشارع" الافتراضي الذي يمكن للجميع مشاهدة مقتنياته من خلال موقع التواصل الاجتماعى، إنه المصور الصحفى أحمد حامد عاشق تجميع الأغراض التراثية القديمة، وصاحب فكرة المتحف. بدأ "أحمد" حديثه لـ"انفراد" قائلًا: "أنا بحب الأسواق القديمة والحاجات القديمة وقررت إنى أعمل صفحة لتوثيق أغرب الحاجات اللي بلاقيها مرمية في الشارع، بشوف إيه الحاجات اللي في الشارع اللي ممكن يكون ليها دلالة تاريخية أو فنية وبوثقها وبجمعها وأحطها في شكل متحف وأحافظ عليها". وأضاف: "أول حاجة لقيتها كان فيلم نيجاتيف من 5 سنين لقيته في الشارع وسط القمامة وطلعت الصور اللي فيه وكان عبارة عن رحلة لأسرة كانت رايحة المصيف وقعدت أنشره على صفحتي الشخصية على فيس بوك والناس اهتمت بالموضوع جدًا، ودى كانت بداية فكرة متحف الشارع"، وأكد أنه يملك الكثير من "الكراتين" التى تحتوى على أشياء وصور قديمة، مثل علب الكبريت والسجائر القديمة، وخريطة وتذكرة سينما، لذا قرر تنظيم تلك الأشياء في محاولة منه لعرضها جميعًا على صفحته، بعد أن حقق فيلم النيجاتيف هذا التفاعل. ويؤكد "أحمد" أن أغلب المقتنيات التى يملكها وجدها أثناء سيره في الشارع دون مبالغة، فهو بطبيعة حياته وعمله يقضى معظم وقته بين مناطق وسط البلد والأحياء القديمة فى القاهرة، حيث يلقى بعض الأشخاص أشياءً قديمة ليسوا بحاجة لها، أو كتب قديمة، وكذلك أثناء تجديد أى منزل يتخلص أصحابه من بعض "الكراكيب" من وجهة نظرهم، وهناك يجد ما يقتنيه. وأضاف أن أهم عامل يساعده على تجميع مقتنياته هو الصدفة التي تجمعه بها، وإلى جانب هذا العامل، فهناك العديد من الأسواق المتخصصة في بيع تلك المقتنيات والكنوز مثل سور الأزبكية وسوق الجمعة والإمام، التي يتردد عليها للبحث فيها عما يقتنيه، وأكد أنها ثرية جدًا بالمقتنيات القديمة. مرت فكرة "متحف الشارع" بمراحل كثيرة، بدأت منذ 5 سنوات تقريبًا، حين وجد فيلم النيجاتيف، رغم أنه كان يمتلك بعض الأغراض قبلها، إلا أنه لم ينشرها. واستكمل حديثه قائلًا "أنا من هواة الـ Scrapbooking وهي عبارة عن كتاب زي القص واللزق كدا، فلما كنت بسافر أى رحلة أو مدينة سواء داخلية أو خارج مصر، كنت بجمع تذكرة القطر والزقها فيه عشان احتفظ بيها". وبالحديث عن بداية متحف الشارع الافتراضي والصفحة الخاصة به، قال إنه في البداية كان يشارك مقتنياته مع أصدقائه على صفحته الشخصية، ويضع صورة فاتورة قديمة أو إعلان قديم على سبيل المثال، حتى اقترح عليه أحد أصدقائه عمل صفحة خاصة لتلك الأشياء، ومن هنا جاءت فكرة "متحف الشارع" لأنه يشعر أن كل شارع يسير فيه هو عبار عن متحف مفتوح، فكل قصاصة موجودة في الشارع هي قصص وحواديت وحكايات، ومن هنا بدأ يعمل على ترقيم كل قطعة ينشرها ووضعها في ملف خاص. وعن احتفاظه بالأغراض فى منزله قال إنه يضعها فى رفوف وصناديق خاصة، يجمع فيها الأغراض بترتيب معين لأنه يحلم بامتلاك مؤسسة صغيرة أو جمعية تهتم بجمع التراث والحفاظ على الصور وترميم الكتب والأوراق والصور القديمة وعرضها وعمل أبحاث عليها، حتى يتفاعل الأشخاص بشكل أكبر مع تاريخهم وتراثهم، وأن يهتموا بالأرشيف الشخصى الخاص بهم، سواء فيما يتعلق بالعمل أو العائلة، وإتاحة ما أمكن من الأرشيفات لمحبى التاريخ والفن والبحث. وعن أكثر الصور التى حصلت على تفاعل كبير من الجمهور قال "حامد" إنها كانت لفتاتين تسيران في وسط البلد عام 1939، ووثقا سيرهما في وسط المدينة، وحصلت على تفاعل كبير، وأكد أن أكثر الداعمين له كانوا الأصدقاء، وأن الفكرة لم تكن لتتحول إلى مشروع على أرض الواقع بدونهم، فكان الموضوع في البداية مجرد هواية يشاركها مع أصدقائه. وتحدث عن دعم أصدقائه قالًا: "كنت أقابل صديق يقولي لازم تعمل لوجو للصور دى عشان تحافظ على ملكيتك ليها، وواحد تاني يقولي طيب ما تعمل صفحة مخصصة ليها، وتالت يقترح تطوير المشروع، فكان كل صديق أقابله يقولي فكرة لما يشوف المقتنيات القديمة اللي عندي ونتج عن دا المتحف". وأضاف أنه بعد أن بدأ المتحف جاء التشجيع من أشخاص لا يعرفهم ولا يتوقعهم، فعلى سبيل المثال شخص مهتم بالتراث المصرى من جورجيا وتعلم اللغة العربية أصبح من أكثر متابعي المتحف، أو شخص يحضر دكتوراه عن الموسيقى فيجد برنامج لحفلة خاصة بفرقة الموسيقى العربية منذ السبعينات أو الثمنينات فيطلب منه استخدامه في رسالة الدكتوراه الخاصة به. وأكد أن كل تفاعل إيجابي حصل عليه سواء من الجمهور أو الإعلام، وكذلك إقامة أحد المراكز الثقافية لندوة عن الفكرة، ساعده على إقامة متحف الشارع، وختم حديثه قائلًا: "عندي حلم إن المشروع إن شاء الله في المستقبل ممكن يتحول لمتحف بجد".