"الكتب ببلاش.. خد أى كتاب يعجبك المهم تقرأه" بخط اليد تقرأ هذه اللافتة على "فاترينة" زجاجية بأحد شوارع الدقى، تتراص وراء زجاجها مجموعة من الكتب المتنوعة بين الأدب والتاريخ والفلسفة والكتب الاجتماعية، تفتح بابها وقلبها للناس في دعوة مفتوحة للقراءة المجانية.
وراء "فاترينة" مكتبة الشارع يمكنك أن تشاهد مشروعًا ثقافيًا تطوعيًا يتعاون فيه شارع كامل يحلم بنجاح الفكرة التى أطلقتها "مى مهدى" الباحثة فى علم النفس بجامعة القاهرة، والتى فكرت بها لتكون مشروعًا ثقافيًا يلتف حوله الشارع كله.
مى ـ 33 عامًا ـ تحدثت إلى انفراد عن فكرة المكتبة التى أنشأتها بالشارع الذى تسكن فيه بالدقى، وتقوم على استبدال الكتب القديمة بكتب جديدة من مكتبة الشارع دون أى مقابل مادى، واستعارة الكتب لقراءتها دون مقابل كذلك.
وقالت مى مهدى، لـ"انفراد"، إن الفكرة بدأت قبل ظهور فيروس كورونا وانتشاره حين لاحظت أنه لم يكن هناك مشروع أو نشاط اجتماعى يلتف حوله أهل المنطقة، ففكرت فى إقامة مكتبة الشارع لتضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة توفر نشاط ثقافى اجتماعى يجمع أهل المنطقة عليه، ومن جهة أخرى تتغلب على فكرة ارتفاع أسعار الكتب والتي تسبب عزوف الكثيرين عن القراءة.
طرحت "مى" الفكرة على السوشيال ميديا، وبين الجيران والأصدقاء فى المنطقة فتطوع أحد الجيران بالفاترينة الزجاجية، وتطوع آخر بترتيب الكتب والحفاظ على نظافتها وتطوع آخرون باستلام الكتب وفرزها.
بسعادة تراقب مي المكتبة حين تزورها من يوم لآخر وهى ترى الكتب فى الفاترينة تتغير مما يدل على وجود حركة سحب وإيداع للكتب.
لم يقتصر دعم المكتبة على أهالي منطقة الدقى فحسب، وإنما كشفت مى أنها تلقت كتبا من أهالي الإسكندرية بالإضافة إلى بعض الأجانب المقيمين في مصر، ما ساعد على وجود كتب بالعديد من اللغات المختلفة في المكتبة.