حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد انتشار مشهد من المسلسل العربى "هذا المساء"، والذى كانت تقوم ببطولته الفنانة أروى جودة وإياد نصار الذى تفاجأ بالبطلة تنزل من الطابق العلوى وإلى جوارها صديقها المقرب "هانى"، ما جعله ينفعل ويسألها عن ما كان يحدث بينهما، إلا أنها نهرته قائلة: "أنت اتجننت ده هانى"، انتشر المقطع بشكل كبير بالرغم من مرور سنوات على عرض المسلسل، وتحول إلى تريند يطرح إلى جانب السخرية سؤالاً جدليًا: هل يقبل الرجل أن يكون لشريكة حياته صديق مقرب؟ وكيف يتصرف حال وجوده قبل تعارفهما؟ وما حدود هذا الشكل من الصداقة؟.
طرح "انفراد" السؤال على الدكتورة أشجان نبيل متخصصة وخبيرة العلاقات الأسرية، التى قالت إن هذا الجزء تحديداً يتنافى مع العادات والتقاليد التى تربينا عليها، والدراما عموماً تبرز بعض القناعات المغايرة لما تربينا عليه، وأردفت: "دور السينما عرض موقف أو مشكلة وإيجاد حل، مش تبرز قناعات وميول ميتقبلهاش العقل أو المنطق".
وأضافت أن تلك الأفعال إن وجدت تتم فى الخفاء، والمفروض كان عرض علاج لتلك الواقعة وليس ترسيخها والتفاخر بين الشباب لوجود صديقات أو العكس بهذا الشكل الفج.
التربية والنشأة هى السبب
وعن وجود تلك النوعية من العلاقات فى مجتمعنا قالت الدكتورة أشجان نبيل إن تواجدها يرجع للتربية والنشأة، وتابعت: "يوجد صداقات بين الراجل والمرأة لكن فى إطار محترم، لكن العلاقة بالشكل اللى شوفناه فى المشهد ده تتجاوز الحدود"، كما اعتبرت خبيرة العلاقات اقتطاع المشهد وتداوله نوع من أنواع الاستفزاز وترسيخ مبادئ لم نتربى عليها أخلاقاً وديناً.
التصرف حسب مدى العلاقة
وقالت خبيرة العلاقات إنه إذا عرف الرجل أن لشريكة حياته صديق مقرب مثل "هانى" لابد أن يكون له رد فعل حسب مدى العلاقة، إذا كانت صداقة محترمة أو زمالة فلا بأس، أما إن وصل الأمر لدخول غرف البيت الخاصة فهذا ليس له محل من الإعراب، والتسامح معه لا يعنى غير أننى أضع البنزين جنب النار.
وأشارت إلى ضرورة وجود حدود واضحة فى هذا النوع من العلاقات، لأن عدم وضع حدود يمكن أن يجعلها تتطور للخيانة الجسدية، ولن تكون العلاقة صحية على الإطلاق وأضافت "غرف النوم مش مكان استقبال للأصدقاء، الحدود والأصول لابد أن نتبعها فى كل أمور حياتنا".
وحذرت خبيرة العلاقات من أن ترسيخ هذا النوع من العلاقات قد يسبب خللا فى الأسر وبين الشباب الصغير، خاصة الذين يقلدون دون تفكير أو دراية لما تخفيه تلك المشاهد، واختتمت قائلة: "العمل الدرامى مفيش مشكلة إنه يبرز مشكلة، شرط أنه يجد لها الحل، ميظهرش كارثة على أنه ده العادى وده هانى".