فى خطوة كبيرة، تمكن فريق من دولة النيبال، من تسلق "كى 2"، والمعروف باسم الجبل المتوحش، وهو ثانىأعلى قمة فى العالم، إذ يبلغ ارتفاعه 8611 مترًا، والوحيدة بين القمم التي يتجاوز علوّها 8 آلاف متر، والإنجاز يتمثل فى كون أنه لم يتمكن أحد من تسلق هذه القمة شتاءا، بحسب ما أعلنته شركة"سفن ساميت تريكس" النيبالية.
والشركة التي كان أحد أفرادها ضمن الفريق، قالت عبر حسابها على "تويتر": "لقد فعلناها! جرى تسلق "الجبل المتوحش"، في قراقرم بباكستان خلال أخطر الفصول: الشتاء، و بلغ متسلقون نيباليون أخيرا قمة "كي 2".
النيباليون العشرة الذين يمثلون الفريق، كانوا ينوون التجمع تحت قمة "كي 2"، الواقعة عند جبال قراقرم والمعروفة بأنها من أخطر جبال العالم، ليجتازوا معا الأمتار الأخيرة ويغرسوا علم بلادهم،ولم يرسل النيباليون، المعروفون بقدراتهم في التسلق الجبلي، أيا من متسلقيهم قبلا للمشاركة في مهمة شتوية لتسلق جبل يفوق علوّه 8 آلاف متر، وهو مجال لطالما برع فيه البولنديون، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية".
وشهدت المنطقة سابقا بضع مهمات استكشافية شتوية، منذ المحاولة الأولى في شتاء 1987 - 1988،ومهمة البعثات والفرق الراغبة في الوصول لهذه القمة التى جرى تسلقها للمرة الأولى فى 1954، ليست سهلة على الإطلاق، فخلال الصيف، نجح حوالي 450 شخصا فقط في بلوغ القمة في حين لقى أكثر من ثمانين آخرين حتفهم، وفي الشتاء، لم يستطع أحدهم من قبل التسلق لعلو يزيد على 7650 متراً.
وقمة "كي 2" المسماة "الجبل المتوحش"، جوها شديد القسوة، إذ تهب الرياح شتاءا بسرعة تفوق مئتي كيلومتر في الساعة كما قد تصل الحرارة إلى 60 درجة تحت الصفر.
وبسبب موقعها الجغرافي في نقطة أكثر شمالا من باقى القمم التي يفوق علوها 8 آلاف متر، يُسجل ضغط جوي أدنى والهواء أكثر ندرة، كما أن تسلق القمة يتطلب مهارات تقنية قوية للغاية.
وجو الشتاء في قراقرم يمتاز بظروف مناخية أقسى من تلك الموجودة في الهيملايا، وهذا ما يفسر أن أكثرية القمم النيبالية التي يفوق علوّها ثمانية آلاف متر قُهرت خلال مهمات استكشاف شتوية منذ ثمانينات القرن الماضي، فيما لم تنجح مهام تسلق القمم الأربع الأخرى الواقعة في باكستان "باستثناء كي 2" قبل العقد الماضي.
وما لا يقل عن أربع بعثات تضم حوالى ستين متسلقا حاولوا بلوغ قمة كي 2، هذا العام وحده أي أكثر من كل البعثات السابقة مجتمعة،وقد توزع النيباليون ضمن أربع فرق أساسية، ووضعوا الجمعة الحبال الثابتة في المخيم الرابع عند علو يناهز 7800 متر. بعدها أظهروا جرأة أكبر مستفيدين من الطقس الجيد وغياب الرياح للانطلاق السبت نحو القمة.