تلعب الصدفة دورًا كبيرًا فى كثير من الأحيان لتشكيل العلاقات الاجتماعية بين البشر، وبرز هذا فى علاقة صداقة نشأت بين مراهقين فى قارتين مختلفتين منذ قرابة 54 عامًا، وبدأ الأمر عندما كان روبنروجر بيفر، يبلغ من العمر 15 عاماً، وحينها كان يمشى عائداً إلى منزله على طول شاطئ في ليبيريا بغرب إفريقيا، عام 1967، وفى ذلك الوقت عثر على زجاجة ويسكي تضم شيئاً داخلها.
حاول "بيفر" فتح الزجاجة ولكن دون جدوى، فقرر جلبها معه إلى المنزل ليعرضها على والدته، وبعد تمكنهما من فتح الزجاجة، تبين أنها احتوت على رسالة نصت على التالى: "رميت هذه الزجاجة من سفينة تجارية تابعة للبحرية كانت تمر عند خط الاستواء بالقرب من وسط إفريقيا".
وأضافت الرسالة: "اسمي جوستا مارتنسون، وأنا تاجر بحري سويدى"، وكانت الرسالة من عام 1965، كما أنها تضمنت عُنوان المرسل، وهو بيت مارتنسون في السويد، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
وحينها رد عليه "بيفر" بحماس، فى رسالة عرف فيها عن نفسه، موضحاً أنه مراهق أمريكى، وواحد من أبناء، أب بريطاني أمريكي، وأم نمساوية مجرية، من مدينة تريست بإيطاليا.
وشعر مارتنسون بسعادة غامرة لأن رسالته وجدت طريقها إلى المستلم، ولكنه كان في أواخر العشرينيات من عمره، واعتقد أنه لن يكون صديق مراسلة مثالى لمراهق، لذلك، عرف مارتنسون، المراهق المقيم فى أفريقيا، على أخت زوجته، سايجا كوبارينن، فى فنلندا، والتي تبلغ من العمر 14 عاماً.
وشعرت كوبارينن بالحماس للكتابة إلى بيفر، ولكنها أرسلت رسالة باللغة الألمانية لأنها لم تكن واثقة من قدرتها على الكتابة باللغة الإنجليزية، وكتبت المراهقة عن مدرستها، وأصدقائها وعائلتها، وحياتها في فنلندا، وتلقى بيفر رسالتها، وكان سعيداً جداً بفكرة التواصل مع فتاة في فنلندا، وتكونت صلة بينهما، وبعد خمسة عقود، لا يزال الثنائي على اتصال.
واليوم، تعيش كوبارينن، مع عائلتها في فنلندا، بينما يعيش بيفر، الذي قضى وقتاً في مختلف البلدان حول العالم، في ألمانيا مع زوجته وأبنائه، ومن جهتها، قالت كوبارينن لـCNN: "صداقتنا لم تتوقف أبداً، حتى عندما كانت لدي حياتي مع ابنتي، وزوجي".