الرزق الحلال يحتاج إلى الكثير من الجهد لكنه لا يحتاج سوى إلى القليل من المتاح، فحتى يصنع الشباب واقعًا ماديًا يتناسب والظروف المعيشية التى تواجه أغلب الخريجين، يجب أن يعلم جميعهم أنه لا مجال لتعليق الواقع على شماعة الظروف ولا البطالة، لكن أكتاف الناجحين أولى بحمل حقائب صاحبها، فى طريق تحقيق الحلم.
هذا المعنى تجسد فى مغامرة مينا لطفى، وهو أحد أبناء محافظة أسيوط، مصنع الرجال، الذى تخرج فى كلية الخدمة الاجتماعية، لكنه لم يركن إلى الظروف ولم يتخذ من المقاهى مستقرًا لوقته بعد التخرج.
أسس "مينا" مشروعه الخاص، لكن بفكرة تبدو غريبة فى صعيد البلاد، فقرر تشييد "كافيه متنقل" يجوب الشوارع بحثًا عن الرزق، يذهب إليه ولا ينتظره ليأتى من تلقاء نفسه.
يقول "مينا" فى حديثه لـ"انفراد" إنه تخرج فى الجامعة وسط ظروف عصيبة لم تكن لتسمح له بالحصول على وظيفة حكومية، كما أنه من الشخصيات التي تكره أن تكون مقيدة بأوامر صاحب العمل.
سعى الشاب لأن يكون هو صاحب العمل والعامل في الوقت نفسه، حتى وإن بدأ مشروعه صغيرًا، لكنه كان بمثابة نواة حلمه الكبير، تنقل بالكافيه فى أرجاء المدينة ليس بحثًا عن الزبائن بقدر بحثه عن الحلم الأكبر، وهو أن يصبح مشروعه حديث الناس ويحقق نجاحًا باهرًا.
حقق "مينا" ما أراد، بعدما صمم من خلال ورشة موبيليا صغيرة يمتلكها، الأثاث الداخلى للسيارة "البار"، وبالرغم من أنه أمضى الكثير من الوقت فى تنفيذ فكرته، إلا أن غايته هى نجاح مشروعه وفكرته غير المعهودة لاسيما فى صعيد مصر.
وحكى لـ "انفراد" أن فكرة المشروع فى البداية لم تكن مستساغة لدى كثير من الناس، لكن إيمانه بنفسه ويقينه بفكرته هو أساس نجاح مشروعه.
ويقول الشاب إن ما يُميِّز مشروعه هو أن ملكيته تؤول إليه فقط، فلا يكون له ند يحاسبه حال المكسب أو الخسارة، وبعد مرور أربع سنوات على تنفيذ المشروع، يكرر دائمًا أنه لم يندم قط، ويكفى أن ما يدره المشروع من دخل يجعله يحيا حياة كريمة.