"مكتبة البرج" مبادرة شاب لتشجيع أطفال الجيران على القراءة بكتب مجانية

بورقة بسيطة حملت عبارة مباشرة تقول "مكتبة البرج" أطلق الشاب مصطفي كمال ابن محافظة أسيوط مبادرة لتشجيع أطفال الجيران على القراءة، وهى الفكرة التي لاقت قبولا وتقديرا من جانب السكان وأطفالهم وقوبلت بشيء كبير من التفاعل. مصطفي يعرف نفسه بأنه أحد المهتمين بتنمية ونشر الثقافة في الصعيد، ويعمل في مجال تسويق الكتب وتنظيم معارض الكتاب والأحداث الثقافية الأخرى، فكر فى أن يبدأ من دائرته وجيرانه، فقرر أن يدشن مكتبة مجانية للأطفال يمكنهم استعارة الكتب منها دون مقابل لتنمية هواية القراءة لديهم، وفوجئ بردود الفعل الإيجابية من الأطفال وذويهم على الفكرة. وحكى الكاتب مصطفي كمال لـ "انفراد" أنه انتقل للسكن في هذا البرج منذ 9 أشهر، قائلا:" كانت هناك حالة من عدم الاهتمام بالبرج ( العمارة)، لا يوجد تعاون بين السكان، وكل ساكن في انتظار غيره هو من يعمل، وهو ما دفعني لقبول عرضا بأن أكون المسئول عن الأمر بعد شكاوي متكررة من تأخر انجاز بعض الأشياء المتعلقة بالمكان "، مشيرا إلى إلى أن هذا العرض جاء كمحاولة للتعجيز. ويضيف "كمال" حاولت أن أنقل خبرتي التي حصلت عليها من العمل في المجتمع المدني والتطوعي والمبادرات المجتمعية والثقافية، إلى السكان كمجتمع أصغر، لافتا إلى أنه اهتم بالأمور الأساسية كالصيانة والنظافة والتجميل، متوقعا اعتراض السكان على التكلفة، لكن هذا لم يحدث بالعكس وجدت ترحيب كبير والتزام الجميع بدفع المساهمات المطلوبة، وبدأ البعض يطرح أفكارا مميزة تساهم في جعل البرج مجتمع أفضل. وحول فكرة المكتبة قال:" أنا بحب الكتب والقراءة ولي كتاب عنوانه " متعة القراءة " هدفه التشجيع والتحفيز على حب القراءة والاقبال عليها فدائما أحاول عمل مبادرات تلفت النظر للكتاب وأهميته وكانت آخرها مبادرة " كتاب مش تاب "، فكان التفكير في تفعيل المبادرة داخل المكان الذي أسكن فيه لتشجيع السكان وأولادهم على القراءة، وأيضا أمنحهم إحساسا أن أ التعاون فيما بيننا سيجعل مجتمعنا الصغير أفضل." وتابع" بدأت في إعداد مكتبة خشب صغيرة، واختارت مجموعة من الكتب المتنوعة التي تناسب كل الأعمال الأطفال والكبار، وكان رد الفعل بالنسبة لي مبهر وفاق التوقعات خاصة من الأطفال والشباب، فبجانب كتب ورقة بالكتب المستعارة، بدأوا في الاهتمام بنظافة المكتبة وترتيبها. ويشير إلى أن مصدر السعادة بالنسبة له كان في ردود الأفعال الإيجابية التي وجدها من السكان وأطفالهم، قائلا:" كل اللي فات عادى طبعًا .. اللي فرحني جدًا الحقيقة هو وأنا نازل تاني يوم بعد تركيب المكتبة لقيت الشباب الصغير اللي في البرج كاتب ورق على سبورة الملاحظات، كل واحد باسمه وعنوان الكتاب أو القصة اللي استعارها." ويستكمل مصطفي " أنا فعلا مكنتش متوقع، وحركة الكتابة اتفاجئت بيها وخلتني أحس بسعادة شديدة وحسيت إن الحاجة البسيطة دى ممكن تفرق في تكوين فكر طفل أو ناشئ أو حتى حد كبير ممكن يتشجع ويقرر ياخد كتاب يقرأه." وكانت هذه الواقعة دافعا للكاتب الشاب مصطفي كمال أن يطلق مبادرة "مكتبة البرج" لتشجيع الأطفال والكبار أيضا على القراءة ، قائلا:" سعادتي زادت عندما قال لي أحد الجيران أن ابنه الصغير يكمل فهم القصة من الصور، وإنه خصص جائزة لتشجيع أبنائه الثلاثة على قراءة الكتاب وعمل ملخص به، وهذه بداية التفكير في اطلاق مبادرة #مكتبة_البرج".