"أنا ربنا جابني الدنيا من غير ورث، وإداني منابي فيكي، وما طالب منه غير بس يبارك فيكى".. هذه الكلمات للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي هي كل ما يلخص قصة الحب الرائعة التي يزينها الرضا التي تجمع بين العم صبحي وزوجته الست أمل أولاد منطقة السيدة زينب، اللذان يتكئان على بعضهما البعض لكسب لقمة العيش بعربة الطعمية، ويقفان من الخامسة فجرًا حتى الواحدة ظهرًا أمام مقلاة الزيت لصنع أشهي قرص طعمية وتقديم وجبات إفطار شهية تتنوع ما بين الباذنجان والبطاطس ذات الخلطة السرية التي تجلب الزبائن من كل مكان ليقفوا أمام العربة في تمام الساعة الـ 7 صباحا.
تحدث العم صبحي إبراهيم صاحب الـ 60 عاما لـ انفراد: "أنا طعمجي من أكثر من 40 سنة. اشتغلت فترة طويلة عند ناس كتير وشقيت وتعبت، لحد ما حصل موقف شعرت فيه بالإهانة قدام ابنتي، وقتها طلبت مني أني اشتغل في مشروع خاص بينا أيًا كان الشغل بس الكرامة أهم".
وتابع حديثه قائلا: بدأت مشروعي من 30 سنة وأنا يوميا أصحي الساعة 5 صباحا، أنا وزوجتي اذهب لحارة الساقيين أطحن 4 كيلو فول وأرجع للبيت ألاقي زوجتي في انتظاري ومحضرة كل الشغل قبل خروجنا للشارع ونبدأ يومنا في حب ويقول "صدقيني مش بحس بتعب وحر الشارع طول ما الحاجة أمل بجانبي".
يرى العم صبحي أن زوجته هي صديقة الكفاح وأنها سبب استمراره بالعمل، ويقول أنا بشكر ربنا أنه أنعم عليا بسيدة أصيلة احتملت كل ظروف العيشة الصعبة عاشت معايا على المرة قبل الحلوة، وعاشت معايا في أيام كان دخلي 3 جنيهات لا غيره وكانت عايشة وراضية لحد ما وصل دخلي لـ 75 جنيها الحمد لله وقتها العيال كبرت أنا عندي 3 بنات كبرت وعلمت ابنتي رجاء الكبيرة خريجة كلية الأداب قسم الإنجليزي وعملت كل بناتي بفضل ربنا.
ويقول العم صابر أبو البنات: "أنا بناتي كل حياتي بس كان نفسي يكون عندي ولد يقف بضهري ويريح أمه من الشقى والتعب معايا في الشارع وصحيان الفجر، لكن ربنا عوض صبري خير بـ 3 بنات وعوضي بـ 3 أولاد أزواج بناتي، هم فعلا عوض ربنا ليا بدل ما كان نفسي في ولد ربنا رزقني 3 ربنا يبارك فيهم".
وعن حلمه يقول: أنا بطلب من ربنا وليس العبد، أن يساعدني ويرزقني مكان يرحمني من حر شمس الصيف وبرد الشتا لأن في الشتا بعاني نفس المعاناة بس بفضل ربنا بسعي يكون عندي مكان لو متر في متر مش طالب أكتر من كدا".
بدورها قالت الحاجة أمل: "أنا متزوجة من الحاج صبحي من 30 سنة وعندنا 5 أحفاد وأنا بحب الحاج صبحي لأنه رجل جدع ومكافح من زمان وربنا أنعم عليا بالزوج من رجل طيب يتقي الله ونعم الزوج الصالح، وتقول: أنا حابه الشغل معه عمري ما اشتكيت وعلى قلبي زي العسل الصنعة دي كانت سبب اننا نعيش مستورين وقدرنا نجهز الـ 3 بنات بفضل ربنا.
وتنهي الحديث ياسمين ابنة العم صبحي قائلة: النهاردة يوم الأب وأنا بشكر ربنا أنه أبويا ربنا يبارك في عمره إحنا طول عمرنا فخورين الحمد لله عشنا أفضل عيشة ودايما مستورين .