لسنوات طويلة كانت المناسبات والأعياد فرصة كبيرة لتلقين الأطفال قواعد اللياقة و"الأصول" أو ما يمكن تعريفها الآن بـ"الإتيكيت"، فيتعلم الأطفال بالتجربة لا بالكلمات آداب الزيارات وآداب استقبال الضيوف وآداب معاملة الكبار وصلة الرحم، لذا الاحتفال بعيد الأضحى هو فرصة كبيرة لاستعادة الخطوط العريضة لقواعد اللياقة وآداب الزيارات والتعامل في المواقف المحرجة خلال الزيارات بحيث لا نسبب إزعاجًا لأنفسنا ولا مضيفينا، وذلك وفقًا لخبيرة الإتيكيت والمظهر إيمان عفيفي.
ولا يختلف اثنان على أهمية تقديم الزوج أو الخطيب العيدية لشريكة حياته خلال عيد الفطر، حتى لو كانت عيدية رمزية إلا إنها تدخل السرور على قلبها، ولكن في عيد الأضحى تتكرر عبارة "العيد دا عيد لحمة مش عيدية"، إلا أن خبيرة الإتيكيت تؤكد أن هذه المقولة ليس لها أي أساس من الصحة، مشيرة إلى أن الأعياد بصفة خاصة تعتبر من المناسبات التي تعقبها العيدية وتعتبر العيدية من أهم الطقوس في العيد، وتعتبر مصدر فرحة وتقدير للآخرين، سواء الخطيب لخطيبته والزوج لزوجته.
وتضيف: "حتى لو أنجبوا العديد من الأبناء لا ينبغي أن يقول الزوج أبدًا إن زوجته كبرت على العيدية، هذا مفهوم خطأ لا يجب توريثه من جيل لآخر، الإتيكيت بيقول إن الزوج عليه تقديم عيدية لزوجته لو عنده القدرة، ومش بالضرورة العيدية نقدية، ممكن يشتري لها وردة، أو لو هو شخص مقتدر يشتري طقم سوليتير أو طقم دهب، وبقول ليس بالضرورة نقود."
وتتابع: "العيدية تعبر عن التقدير للزوجة ويجب أن يتعمد تقديمها في وجود الأطفال ليغرس في الطفل هذا السلوك ويزرع فيه الود والألفة، مشيرة إلى أن العيدية ليست بالقيمة المادية ولكن بالقيمة المعنوية، فالإحساس بالتقدير شعور جميل، ويساعدنا على إعطاء كل ما نملك لكي نرد الجميل، لأن المرأة بطبيعتها حنونة وتحب الاهتمام، وتحب أن تشعر دائما بأنها موجودة وحاضرة بالأذهان."
وتشدد على ضرورة إعطاء العيدية للأطفال أيضًا وعدم ترديد كلمة "دا عيد لحمة" لأنها تعتبر مظهر من مظاهر الاحتفال، فليس بالضرورة أن يكون الزوج هو الذي يقدم العيدية للأطفال، لأنه من الممكن يكون غير قادر، وفي هذه الحالة تشارك الأم العيدية والهدايا للأولاد.