بمجرد أن يبدأ الطفل فى الحركة وتعلم المشى، ويبدأ فى محاولة اكتشاف كل ما هو موجود حوله، تتجه نحوه أنظار الأم للاعتناء به، إلا أن الكثير من الأمهات يشتكين من الحركة الكثيرة ونشاط أطفالهن المفرط.
وعلى الرغم من أن "شقاوة" الأطفال قد تكون صحية فى كثير من الأحيان، إلا أن الكثير من الأمهات قد يصابن بالذعر بسبب خوفهن من أن يكون ابنهن مصابًا بفرط الحركة، وهنا يتسائلن، هل أبنى مثله مثل غيره من الأطفال يلعب ويلهو فقط؟ أم إنه مصاب بفرط الحركة؟ وقد يكون بحاجة إلى زيارة طبيب متخصص.
ولتحديد ما إذا كان ابنك مصابًا بفرط الحركة أو أنه فقط طفل يحب اللعب والحركة والنشاط، تواصلنا مع الأستاذة أمل غالى، الاستشاري التربوى ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة لتوضيح الفرق بين فرط الحركة وتشتت الانتباه وشقاوة الأطفال العادية.
وقالت الأستاذة أمل غالى: "فرط الحركة وتشتت الانتباه هو إضطراب شديد بيجي للأطفال، ويصيب من 5 إلى 10 في المئة من الأطفال".
وعن سبب الإصابة بفرط الحركة قالت: "هو بيجي في الغالب من عوامل وراثية، أو لو الأم كانت بتاخد أنواع من الأدوية، العلماء مش محددين لحد دلوقتي أسباب للموضوع ده".
وأوضحت "أمل" العلامات التى قد تظهر على الطفل المصاب بفرط الحركة كالتالى: "الطفل مش بيقدر يقعد ثابت في مكان، لأن اللى بيدفعه للحركة حاجة داخلية هو نفسه مش عارف يتحكم فيها، أو أنه بيتكلم كثير، أو مندفع، أو هتلاقيه بيتحرك بلا هدف، مش بيقدر يتحمل الملل، ويميل دائمًا للإندفاع والتهور، كمان الأطفال دول في الغالب عندهم مشاكل كبيرة في الدراسة وصعب يركزوا في المدرسة أو عمل الواجب، ولا حتى يقدروا يقعدوا في الفصل شوية من غير حركة، وممكن يبقى عنده صعوبات تعلم".
وتابعت قائلة: "لكن الأطفال المصابين بفرط الحركة بيكونوا مبدعين جدًا، وشاطرين في الكمبيوتر والبرمجة".
وللتفرقة بين الشقاوة العادية وفرط الحركة للأطفال، قالت "أمل": "مهم إن المشكلة دي تكون بتظهر في كل المناطق اللي بيتعامل فيها الطفل زي المدرسة والنادي والبيت".
وتابعت قائلة: "الطفل الشقي بيقدر يقعد لفترة وتركيزه كويس ودرجاته في المدرسة بتكون كويسة إلي حد كبير، وبتلاحظي أنه ممكن يكون شقي معاكى أو في مكان معين وفي مكان تاني هادي وبيقدر يقعد ساكت".
وأضافت: "الطفل الشقى العادى لو دخل مكان جديد مش بيتحرك بإندفاع فيه، وده عكس اللي عندهم فرط حركه وتشتت انتباه، اللي بتكون الشكوى منهم دائمة مش فى مكان ومكان لأ".
وأكدت أمل غالى أن الأطفال المصابين بفرط الحركة لديهم العديد من المميزات التى يجب استغلالها، قائلة: "على فكرة اللى عندهم فرط حركة بيكونوا مبدعين وشاطرين جدًا، وبيعرفوا فى برمجة الكمبيوتر وأذكياء جدًا، ومنهم ناس عباقرة زى إينشتاين ونيوتين والفنان ويل سميث، والأطفال دى بيطلع منهم حاجات حلوة بس عاوزة اهتمام."
ووجهت "أمل" رسالة للأم قائلة: "لو أنتي شايفة علامات على طفلك، مش أنتي اللى تحددى أنه عنده فرط حركة أو لا، ولازم تروحى لطبيب أو أخصائى نفسى لأن هو الوحيد اللى يقدر يحدد."