يعتبر غالبية الآباء أن أبناءهم استثمارهم الأهم والأغلى للمستقبل، وأمانهم حين يدور الزمان وحين يصبحون بحاجة للمساندة والرعاية، ولكن في بعض الأحيان يصدم الأباء في تلك اللحظة بأن الأبناء يتخلون عنهم، وإما يقابلونهم بالإهمال والتخلى، أو ينقلبوا عليهم، وهو ما يجعلهم يتساءلون بحيرة شديدة لماذا حدث ذلك؟ ويجعل من يحيطهم من آباء يطرحون السؤال نفسه ويتخوفون من تكرار التجربة.
الدكتور وليد هندى استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية قال لـ"انفراد" إن هذه المشكلة أحيانًا ما يكون سببها الآباء أنفسهم، وأحيانًا ما يكون السبب هو مؤثرات خارجية ضيعت ما بذله الآباء من جهد في تربية أبنائهم. ويستعرض أبرز الأخطاء الشائعة في التربية التي يمكن أن تجعل الأبناء جاحدين لآبائهم وطرق علاجها.
الاهتمام بالنفقات فقط
الكثير من الآباء يهتمون في المقام الأول بتوفير النفقات المادية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي الجيد لأولادهم وتوفير احتياجاتهم، ولكن يغفلون منحهم الحنان والرعاية وخلق صلات قوية بينهم فيكون الأب بنسبة لهم منتج يوفر الماديات فقط، وحين تنتهي الحاجة لهذه الماديات ينتهي الأب بالنسبة لهم.
إهمال المشاركة الاجتماعية
إهمال الوالدين للمشاركة الاجتماعية لأولادهم يفقدهم الحب لوالديهم ويتعاملون مع والدهم كأنه غير موجود، بل في بعض الأحيان يتفننوا في الجحود إلى حد قتل الأب أو إنكار وجوده ويدعون أنه غير موجود لتحقيق مكتسبات شخصية لهم، وهذا بسبب أن الأب لم يتعامل معهم إنسانيا ولا يوجد تواصل على المستوى الإنساني وبالتالي أصبح وجوده هو والعدم سواء.
تعليمهم الأنانية
يريد غالبية الأباء تلبية كل احتياجات الأبناء فلا يكونوا محرومين من شيء، ولكنهم أحيانًا ما يخطئون في ذلك وينقلب الأمر إلى غرس الأنانية في نفوسهم ويصبح الابن أنانيًا لا يرى في الدنيا ولا يهتم إلا لتحقيق رغباته ولا يتعلم العطاء.
إهمال تعليم الصفات الحميدة
من الضروري جدا تعليم الأبناء صفات حميدة وأخلاقيات فاضلة مثل العطاء والقناعة والمشاركة الاجتماعية، وتربية الأبناء على طاعة وبر الوالدين، يجب على الآباء أيضا تنمية ثقافة الأخذ والعطاء لدى أولادهم، فلا يتعاملون بمنهج الأخذ فقط في تعاملاتهم اليومية.
ضعف الوازع الديني:
كما أن ضعف الوازع الديني لدى الأبناء يدفعه لعقوق الوالدين وجحودهم، فالأبناء يصبحون غير مدركين لما يفعلونة من كبائر تجاه والديهم وأفعال غير حميدة وغير مرغوبة، وهنا يجب على الأباء ضروري تربية أبنائهم تربية دينية صالحة.
الصحبة السيئة:
عدم اهتمام الأباء بتعليم أبنائهم كيفية اختيار الصحبة الصالحة يجعلهم يقعون في فخ أصدقاء السوء الذين يشجعونهم على ارتكاب الأخطاء ويتسببون في خلل ميزانهم الأخلاقي وأحيانًا يحرضوهم على عقوق الوالدين.
تعاطي المخدرات:
تابع استشارى العلاقات الأسرية إن من العوامل الأساسية لجحود الأبناء هو تعاطي الأبناء للمواد المخدرة، وفي بداية الأمر يكون الأبناء غير مدركين لعواقب تعاطي المخدرات على الفرد والأسرة، وبالتالي نجد أشكال مفجعة من عقوق و جحود الأبناء تجاه الوالدين.
من الآثار الوخيمة لجحود الأبناء هو الجرائم الأسرية التي تصل في بعض الأحيان لحد القتل والتنصل منهم، كما يمكن أن يؤدي كما أشرنا لادعاء عدم وجودهم وهذا أمر خطير جدا وينذر بعواقب وخيمة.
كيف نتجنب جحود الأبناء في المستقبل؟
قال استشارى العلاقات الأسرية إن التربية السليمة شيء يسعى إليه الاباء، ولكن الاستماع للابن والابنة وجعل افكارهم ومقترحاتهم امام اعيننا طوال الوقت يقرب المسافات بيننا، بل ويؤصل الصداقة ويجعل الحياة الاسرية غير نمطية بل يشيع فيها الحب والمشاركة والثقة.
وأيضاً أوضح استشاري العلاقات الاسرية أن الابناء قد يصلون للجحود عندما يشعرون أنهم لم يكونوا على مقربة من ابائهم، فلا يتأثرون بألمهم أو يصدمون عند سماع خبر سيء عنهم، بل في بعض الاوقات قد يكونوا هم أنفسهم سبباً لشقاء ابائهم، لذا التقرب من الابناء بشكل دائم ودعمهم والحرص على اختلاطهم منذ الصغر بالاشخاص الاسوياء نفسياً واصحاب القيم والمباديء والترابط الاسري لكي يتمتعون بكل الصفات الحميدة التي تنبع منهم طوال الوقت