مراكب الصيد فى رشيد بيوت متنقلة لكسب الرزق.. عمرك شفتها من جوا؟

عادة يترك الصياد بيته ويتجه إلى عمله، قاصدًا باب رزقه المختبئ داخل أعماق الماء، ليعتلي ظهر مركب صيده متجهًا إلى عرض البحر ليعيش فترة طويلة من الزمن تقترب ما بين الـ 15 يومًا إلى الشهر، يعيش بين السماء والماء في أحضان الأمواج ، لذلك فمركبه تشبه بيته الذي يحتمى به ويعيش عليه قدرًا كبيرًا من عمره ويجهزه بكل ما قد يحتاجه الصياد، "انفراد" كان في جولة من داخل إحدى مراكب الصيد في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، تلك المدينة التي تطل على مياه نهر النيل والبحر الأبيض المتوسط. الإسعافات الأولية أهم شيء على مركب الصيد من داخل إحدى مراكب الصيد التقينا مع عبد القادر الشامى الذي يعمل فى الصيد منذ نعومة أظافره، فقد ورث المهنة من والده وأجداده، يقول عبد القادر: أخرج من منزلي مع شروق الشمس، أجهز احتياجات الرحلة، مركبي هي بيتى الثاني، كل ما يلزم البيت تجده داخل المركب، من "زيت، شاى، سكر، خضار، أرز، سمن، كافة شيء بالإضافة إلى الأدوية الإسعافات الأولية"، ويتكون طاقم المركب من 10 أشخاص تقريبًا ما بين الصيادين والطباخ، الميكانيكي، العمال، رئيس المركب، ومساعد رئيس المركب، كل منهم له وظيفته داخل المركب لو توقف واحد عن عمله لحظة اختل توازن الرحلة. وتابع عبد القادر:" ما فيش نوم طول الرحلة ولا راحة، بنقسم ساعات النوم على بعض كل واحد بينام ساعتين فقط وغيره يريحله شويه وهكذا، أصعب شيء ممكن يقبلنا أثناء الرحلة لو الجو قلب مرة واحدة، وحصلت نوة وأمطار بنوقف المركب فورًا وننتظر الجو يتحسن. مطبخ وغرف نوم ومعيشة في كل مركب وأكمل عبد القادر: المركب مقسمة إلى 3 أجزاء طرفين ووسط، تكمن أهمية المركب في وسطها، حيث إنه يوجد في قاع المركب الموتور ومعدات الميكانيكي، وفوقها المطبخ لإعداد الأطعمة، وأعلاها يوجد غرفتان، الغرفة وهى " الكابينة" التى يجلس فيها ريس المركب وأمامه جهاز الكمبيوتر لتشغيل برنامج الملاحة البحرية لمعرفة الخريطة،" gps" متصل بالقمر الصناعى لرؤية الطريق بوضوح وتفادى أي حوادث يمكن أن حدوثها، والـ" دومان" التي يتحكم بها ريس المركب، أثناء السير، أمامها غرفة صغير مبيت لرئيس المركب، أما غرف المعيش لطاعم المركب ففي الطابق الأسفل من المركب. وتابع: هذا بخلاف " الرفاص أو المرحة التي تكون في أخر المركب، وخزانات وقود الماتور، والدفة، والونش ليف عليه الحبال، المركب هي بيتنا الثانى، يحب علينا الاهتمام، فهى مصدر أكل عشينا.