بالحبال والحديد.. مى عبرت عن انفصال الإنسان عن المجتمع بتمثال معصوب العينين

"لقد أصبحت هشاً للغاية يا صديقي .. ابدأ بإنقاذ نفسك".. بهذه الكلمات عبرت الفنانة التشكيلية مى عبد الله عن آخر أعمالها الفنية، الذى أطلقت عليه اسم"ميتا"، والذى عبرت فيه عن انفصال الإنسان عن الواقع والحياة البشرية واستخدمت عنصر الحديد الصدئ أو المتآكل فى تصميم التمثال ليدل على الوهن والضعف الذى يمر به أى شخص يعيش بمفرده مع مرور عنصر الزمن. "مى" صممت التمثال من الخزف والفخار قالت مي عبد الله، في حديثها لـ"انفراد"، "الفكرة جاءت من رغبتى في التعمق أكثر في النفس البشرية والتعبير عنها والخروج من القالب التقليدي ومحاولة الخروج بشيء جديد مختلف كلياً عن أي عمل قمت به من قبل وكنت حريصة جدًا على اختيار خامات حقيقية من الواقع وتعبر عن الإنسان واخترت الخزف والفخار لأنهم من العناصر التي تشبه الإنسان في مشاعره وملامحه وحاولت دمجه بأكثر من خامة". وتابعت: "كانت من أقرب الخامات المستخدمة هى خامة الحبال التى استخدمتها لتغطية العينين كدلالة على الانفصال عن الواقع واستخدمتها أيضًا فى تصميم القدمين واليدين لدلالة على الوهن والضعف وعدم القدرة على الحركة أو التغيير واستخدمت بطانات بتقنيه خزفية لتشبه تشقق الأرض عند جفافها للدلالة على الشعور بالاحتياج وربما المعني المقصود هو أعمق من ذلك حيث أزمة الإنسان وصلته بالأرض متمثلة في المجتمع". وأوضحت "حاولت أن يكون العمل الفنى وحدة متكاملة لذلك استخدمت عنصر الحديد الصدئ أو المتآكل بدلاً من القاعدة البيضاء التقليدية للدلالة على الوهن والضعف بمرور الزمن". وقالت "شاركت بالعديد من المعارض الجماعية ومعرض فردى وحصلت على العديد من الجوائز أهمها جائزة إبداع للجامعات لعام 2017 وإبداع لمراكز الشباب لعام 2021 وجائزة أسبوع فتيات الجامعات المصرية لعام 2017 كما نحت العديد من التماثيل أهمها تمثال للرئيسعبد الفتاح السيسي وتوجد منحوتات أخرىموجودة ببعض المؤسسات مثل متحف الفن الحديث بالمنيا ومتحفكلية الفنون الجميلة بالزمالك، ومتحف السنيما بالقاهرة". وتابعت "حرصت فى العمل الفنى أن أعبر عن البتر عن المجتمع والانفصال عن الواقع والتى حينها يشعر الإنسان بأنه ميتاً بينما هو لا يزال على قيد تلك الحياة تحت سيطرة العالم الافتراضي، بينما هو في الأصلِ لا يبرح مكانه ولا يواصل التقدم فى عمله أو يتواصل مع أى شخص فى الواقع، و لا يدري أن قدرتهُ تتلاشي رويداً رويداً و الغمامة حول عينيه تعميه عن رؤية الحقيقةُ التي تبدو جلية للجميع،وقالت:" العمل الفنى شاركت به في صالون الشباب 32 بقصر الفنون داخل دار الأوبرا المصرية".