تتطلب التربية السليمة مهارات أبوية تساعد الآباء على التفاعل بشكل مثمر مع أبنائهم خاصة أنه أصبح هناك فجوة بين فكر الأباء وفكر الأبناء أدت إلى علاقات يشوبها التوتر والخلافات والضغوطات، وتقولأميرة ألبير خبير العلاقات الأسرية لـ"انفراد: " لابد أن يكون هناك حدود صحية ما بين الأباء والأبناء و لابد أن يغير الآباء طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الأبناء واكتساب المهارات الأبوية للتواصل معهم وفهم شخصية الأبناء وتفردهم ومتطلبات كل مرحلة عمرية".
وتضيف: "التغيير ليس سهلا ولكنه سمة من سمات الحياة وضروري لمواكبة تفكير ابنائهم والدخول إلى عالمهم دون اختراق ولا تجسس ولا جبر ولكن بكل حب واحترام لحياتهم لخصوصياتهم و حدودهم حتي يستطيعوا أن يحققوا السعادة والاستقرار في علاقتهم مع ابنائهم وللوصول إلى تحقيق السعادة والرضا مع ابنائنا نحتاج نحن الأباء لابد أن يكون هناك حدود صحية لابد من الحفاظ عليها".
الموروثات الخاطئة
وتتابع "لكي نربي أبنائنا تربية صالحة فهذا يتطلب منا أن نربي أنفسنا أولًا فكم من مرات أخطأنا في حق ابنائنا وتركنا فيهم اثر نفسي وجسدي سلبي دون أن ندرك وذلك لأننا نربي بالمعتقدات الأبوية الموروثه التي ربما كأن بها أخطاء. فالمهارات تعني أولا فهمك للموروثات الأبوية الخاطئة واستبدالها بأخري صحية ودراسة المراحل العمرية لأبنائنا واحتياجات كل مرحلة حتي تتعامل معها بشكل صحيح.
ترشيد الأوامر
مع عصر السرعة وانشغال الأباء بعملهم وحياتهم أصبح هناك فجوة كبيرة في التواصل بين الأباء وأبنائهم فيجري العمر ويكبر الأبناء ونحن لا ندري كم جري بنا الزمن ونحن لانعلم عنهم شئ فمن الأهمية أن نتواصل مع أبنائنا بما يتوافق مع أعمارهم فلا نتحدث مع أولادنا المراهقين كأنهم أطفال باعطاء الأوامر أو تقديم نصائح طوال الوقت ستجد أن أبنائك امتنعوا عن التواصل ودخلوا إلى عالمهم الخاص هنا نحتاج أن نتفهم أن هذا السن يحتاج أن تصادقه وتتواصل معه بحب واهتمام وتشجيع.
ترك مساحه من الحرية المنضبطه
يظن بعض الأباء أن طاعة الأبناء العمياء لهم طوال الوقت يعني أنه مهذب ويحترم الكبير ولكن في الحقيقه هذا يخلق شخص مهزوز ذو شخصية ضعيفة لا يستطيع أخذ قرار وبالتإلى لا يحقق أي نجاح في حياته من المهم أن نترك مساحة من الحرية للابناء مع وضع ضوابط لها مع المتابعة الحكيمة فيستطيع من خلالها أن يعبر عن نفسه مشاعره طموحاته وأهدافه دون خوف من العقاب و هذا يخلق شخصية قوية مبدعة وفعاله في المجتمع.
بين الجبر والتفويض :
هل العلاقة مع أبنائنا بالجبر لاعتقادنا أننا الأكبر ووندرك أفضل منهم؟ أم بالتفويض أي اعطائهم الحرية المطلقة في فعل ما يريدونه دون أن يكون لنا كأهل اي سلطة علي افعالهم؟ في الحقيقه الإجابة هما الاثنين كما يقال "الأمر بين الأمرين" فهناك أخلاقيات و أفعال نرسخها في أبنائنا ليس فقط بالكلام لكن بالفعل فهم يقتدون بنا وأيضًا هناك أمورأخري نفوضها إليهم بما يتوافق مع قدرتهم وعمرهم لنجعلهم يتحملوا المسئوليه ويواجهوا الحياة مع وجودنا بجأنبهم للمتابعه والمراجعة. ومن أكبر .
وتتابع خبيرة العلاقات الأسرية :" من أخطر الأخطاء التي يقع فيها الأباء هي جبر أبنائهم علي كل شي حتي يصل الأمر إلى اجبارهم علي دخول الكلية التي يريدونها بل يمتد الأمر إلى اجبارهم على الزواج أيضًا اما لأنهم يروا أن الطرف الأخر مناسب أو أن العمر تقدم بهم ويجب أن يتزوجواو تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن أن بعض الأبناء يخضعوا لهذا الجبر ويعيشوا حياة آبائهم فتكون النتيجة سلبية ومن الممكن أن تنتهي بالقتل أو الطلاق وأيضًا نجد أن هناك البعض من أبنائنا يرفض العيش بمكان غير مرغوب فيه ولكن نجد الأباء في حالة من الغضب وهذا أمر غير صحيح لاب أن يكون هناك تفويض وحرية .