"ماذا سنفعل الليلة يا صديقي؟" سألت فلة ريحان الذي كان يتفحص دفتر ملاحظاته وقال وهو منشغل بالتفكير "همممم أظن أنه ليست لدينا مهام عاجلة.. جميع أصدقائنا يحظون بنوم هادئ ولا كوابيس مزعجة الليلة.. مممم ما رأيك أن نزور ليلى الليلة؟" سألت فلة "لماذا؟ إنها نائمة هانئة تحتضن لعبتها الجديدة التي اشترتها من مدخرات الشهر الماضي لا أظن أنها بحاجة لزيارتنا"، رد ريحان "مممم ولكنك تعرفين يا صديقتي ما سيحدث لهذه اللعبة بعد يوم واحد.. ستنضم لغيرها من الألعاب على الأرفف والصندوق الكبير ولن تنظر لها ليلى لأنها ستنشغل كالمعتاد بالتابلت" "اوه هذا مؤسف.. إن معظم ألعابها أقرب للجديدة.. حسنًا أنا موافقة ولكن كيف سنساعدها؟" فكر ريحان ثم قال "مممم ربما هي بحاجة لأن تسمع ما تقوله هذه الألعاب"، برقت عينا فلة وغمزت لريحان "فكرة رائعة هيا بنا".
في أرض أحلام ليلى، كانت الصغيرة نائمة بهدوء على سريرها حين بدأت تسمع بعض الهمس قريبًا منها، فتحت عينيها بقلق وهي تحاول أن تعرف مصدر الصوت. ميزت بين الأصوات الهامسة أصوات شخصياتها الكرتونية المفضلة، اندهشت ونظرت حولها فوجدت أن جميع ألعابها غادرت أماكنها وجلست على أرضية الغرفة، من بينها الدمى التي تشبه شخصياتها الكرتونية المفضلة.
اقتربت ليلى بدهشة من مجموعة الألعاب التي كانت تتناقش بحماس وقد انضمت إليهم دميتها الجديدة التي اشترتها بالأمس فقط سمعتهم يقولون "أهلاً باربي.. انتِ جميلة فعلاً ولكن لسوء الحظ أنك وصلتِ هنا" صدمت ليلى لما سمعته لكنها لم تعلق وهي تسمع دميتها الجديدة تسأل في قلق "أهلاً بكم.. انتم أيضًا مجموعة رائعة من الألعاب.. لكن.. لكن لماذا تقولوا إن حظي سيء؟ أرى أنكم بخير وأن ليلى تحافظ عليكم جيدًا على عكس الأطفال الذين يمزقون ألعابهم خلال ساعات!" ابتسمت ليلى بود للدمية لكن ابتسامتها قطعتها ضحكة مستهزئة من إحدى الألعاب "ها ها.. يا ليتها واحدة من هؤلاء الأطفال يا صديقتي.. إنها تفعل الأسوأ.. إنها تتجاهلنا تمامًا" أكملت لعبة أخرى "هؤلاء الأطفال الذين يمزقون ألعابهم على الأقل يرونها ويقضون معها وقتا ممتعًا ولكن ليلى منذ اشترتنا ألقتنا في هذا الصندوق لشهور وشهور ولا تذكر حتى أسمائنا"، أكملت لعبة ثالثة "كنت أحلم حين أنتقل لبيت جديد أن أودع الحياة المملة في المتجر، ولكنني صدمت بحياة أكثر مللاً على الأقل في المتجر كان بعض الأطفال يزورونا ويلمسونا من وقت لآخر ونسمعهم يثنون علينا..لكننا هنا مهملين كالقمامة".
طأطأت ليلى رأسها آسفة ثم فزعت وهي تسمع الدمية الأولى تقول "ما رأيكم أن نضع حدا لكل هذا؟ مارأيكم أن نهرب؟ إذا كانت ليلى لا تهتم بنا فلن تنتبه أصلاً إن اختفينا.. وربما إن غادرنا المنزل قابلنا طفلاً يريدنا فعلاً ويقضي معنا وقتًا ممتعًا" سرت همهمة بين الألعاب التي أخذت تناقش الفكرة بحماسة بينما ليلى تشعر بالحزن والقلق معًا. وفجأة تسلل رنين المنبه إلى الحلم فتفرقت الألعاب بسرعة واستيقظت ليلى وهي لا تزال تشعر بالقلق مما رأته في نومها وظلت مشغولة جدًا به.
- يتبع