شعرت ليلى بالقلق حين سمعت ألعابها تخطط للهرب. وقبل أن تعرف قرارهم وما اتفقوا عليه تسلل صوت المنبه إلى الحلم وقطعه. استيقظت ليلى وهي لا تزال قلقة ومهمومة، وانشغل بالها بالتفكير في ما رأته في الليلة السابقة في حلمها.
بعد أن عادت من المدرسة وأنهت واجبها المدرسي اندهشت والدتها حين لم تطلب منها التابلت كالمعتاد وفوجئت بها تتجه إلى ألعابها. قالت ليلى في نفسها "حسنًا سأثبت لكِ يا باربي أنهم مخطئين سألعب اليوم بكل هذه اللعب وأقسم وقتي بين التابلت وبين الألعاب".
راقبتها أمها وهي تجمع كل الألعاب من الأرفف وتخرج الألعاب في الصندوق الكبير. ابتسمت وهي تراها تخرج بعض الألعاب القديمة بتردد وتنظر إليها كأنها فوجئت بوجودها. قالت لها "هل تذكرينها يا ليلى؟ كانت هذه اللعبة هدية عيد ميلادك الرابع لقد أعجبتك كثيرًا وقتها ورفضتِ النوم قبل إخراجها من علبتها ونامت بحضنك تلك الليلة" بنصف ابتسامة ردت ليلى "حقًا؟ هل كانت من شخصياتي المفضلة؟" ردت أمها "طبعا وقتها حتى ملاءات سريرك كانت مطبوعة بشكلها.. هل نسيتِ حقًا؟".
ردت ليلى "ممم اعتقد أنني الآن أفضل شخصية "باتركاب".. تعجبني قوتها وجرأتها"، قالت الأم بابتسامة "لاحظت هذا بالطبع.. لقد اخترتِ حقيبة للمدرسة تحمل صورتها وغالبية أدواتك كذلك".
انهمكت ليلى في إخراج باقي اللعب وأمها تشاركها الذكريات التي جمعتها بهذه اللعب، فجأة سألت ليلى أمها "هل تعتقدي أن هذه الألعاب حزينة لأنني لم أعد أهتم بها يا أمي؟" ابتسمت الأم وسألتها "لماذا تظنين ذلك يا ليلى؟" أجابتها بتردد "لقد.. ممم لا أعرف.. أظن أنها قد تكون حزينة لأنني لا ألعب بها كما كنت في السابق" ردت الأم "أظن أنك لا تملكين وقتًا للعب بها كلها" بنبرة دفاعية قالت ليلى "أنا مشغولة فعلاً بالمدرسة ودروسي.. و.. والوقت المتبقي..." أكملت الأم عبارتها "تقضينه على التابلت".
طأطأت ليلى رأسها "إن الألعاب عليه ممتعة كما أنه يمكنني أن أتنافس مع صديقاتي بسهولة فيها"، ردت الأم "هذا حقيقي.. ولكن هذه الألعاب أيضًا تمنحك ما هو أكثر من المنافسة يا ليلى" سألت "كيف؟ ما هو الأفضل من المنافسة؟" ردت الأم "الذكريات والقصص.. يمكنك أن تعيشي مع هذه الألعاب مغامرات رائعة جدًا تخصك وحدك ولا يشاركك فيها أحد.. هذا هو ما يجعل لعبتك مميزة عن غيرها حتى لو تشابهت معها". ثم استطردت "ولكن أنتِ محقة هذه اللعب كثيرة جدًا ومن المستحيل أن تملكي وقتًا لها كلها".
وجدت ليلى بعض المواساة في عبارة أمها فقالت وهي تهم بإعادتها للصندوق "إذن لا داعي لأن يحزنوا مني..الأمر فقط أنني لا أملك وقتًا لكني لست طفلة سيئة" ردت الأم وهي تربت على كتفيها "بالطبع يا ليلى لستِ طفلة سيئة ولكن... يمكنك أن تسعدي هذه الألعاب الحزينة وتسعدي أطفالاً غيرك أيضًا".. انتبهت ليلى وسألتها بحماس "كيف؟ كيف يا أمي؟" ردت الأم بابتسامة "يمكنك أن تعيدي النظر في هذه الألعاب وتتخلي عن تلك التي لم تعد مفضلة بالنسبة لكِ وتمنحيها لأطفال آخرين يحبونها ليصنعوا معها ذكريات وقصص خاصة بهم.. وتحتفظي أنتِ بعدد معقول من الألعاب يمكنك أن تقسمي وقتك بينها وبين ألعاب التابلت أيضًا".
أحبت ليلى الفكرة وبدأت في التنفيذ على الفور. شعرت بالكثير من السعادة حين تسلم الأطفال من الجيران والأصدقاء ألعابهم الجديدة بحماس ولهفة وانتظرت كل ليلة بصبر أن تعرف رأي ألعابها المفضلة في حياتهم الجديدة والوقت الذي تمضيه معهم.