"أنا زوجة لرجل محترم جدًا وأب جميل، وفيه كل الصفات الأساسية المحترمة جدًا، لكننا نعاني إحباط واكتئاب شديدين بسبب مواجهته أزمة في عمله اضطرته لترك عمله من عامين. هو كان مدير عام لشركة مرموقة بمرتب كبير وللأسف تعرض للظلم في عمله واستغنوا عنه. حاول كثيرًا البحث عن عمل لكن كل مدخراتنا انتهت وأصبحنا مديونين، وعندنا التزامات كثيرة، خاصة الأبناء عندهم مدارس ومصاريف، لا أعرف كيف أدعم زوجي ليخرج من حالة الإحباط هذه".
****
نقلنا الرسالة للدكتورة ريهام عبد الرحمن الباحثة في الصحة النفسية والإرشاد الاسري فقالت "رسالتك كلها كلمات تعبر عن صدق إحساس الزوجة المخلصة الصابرة التي تقف بجانب زوجها في أوقات الشدائد والمحن فهذه المحنة التي يمر بها زوجك هي اختبار من الله عز وجل لعباده الصالحين.
وحتى تتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة إليكِ هذه النصائح:
إدارة الموقف
من المهم تعلم حسن إدارة الموقف بمشاركة الأبناء في هذه المشكلة بحيث لا يكلفون الأب فوق طاقته.
الدعم النفسي
أراكِ الزوجة الصالحة التي تقف بجوار زوجها ولا تتخلى عنه، فقدمي له الدعم النفسي من خلال الكلمات الإيجابية وإظهار الثقة له بأنه حتما سيجد الحل المناسب.
عدم الاستسلام
عليكِ توجيهه بعدم الاستسلام لحالة اليأس والاكتئاب والتوكل على الله عز وجل ولكن مع السعي في إيجاد العمل المناسب ولو كان بسيطًا حتى يستطيع أن يفي بالتزامات الأسرة وأعباءها.
وتابعت: لا شك أن تراكم الضغوط النفسية سبب مباشر في إصابة الإنسان بالاكتئاب وهنا يكمن الخطر فكل أموال الدنيا تعوض إلا صحة الإنسان ونفسيته؛ وبالتالي فيجب أن يذهب زوجك لأحد الأطباء المتخصصين في الطب النفسي لفحص الحالة وتشخيصها تشخيصا دقيقا وذلك لمعالجة أي عوارض للاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية والتي يستطيع من خلالها مواجهة الأزمة، ويمكن الاستعانة بخدمات الأمانة العامة للصحة النفسية فهي تقدم خدماتها النفسية بالمجان أو بتكاليف رمزية جدًا. وينبغي أن تعلما أن تجاوزه الأزمة وشعوره بالظلم سيساعده في البحث عن العمل بشكل أفضل ويساعده في التفكير بإيجابية وأن يكون قادرًا على العمل بكفاءة إن حصل على فرصة جديدة.
وأخيرًا أكدت الاستشاري الأسري على ضرورة الصبر في التواصل معه وتوجيه الأبناء نحو ترشيد الاستهلاك والشعور بوالدهم مع التأكيد له على أن أهمية وجوده في حياتكما غير مرتبطة بقدرته على توفير المال لأسرته بل مرتبطة بدرجة الأمان والدفء الأسري في وجوده من يتق الله حتما سيجد من هذه الأزمة مخرجا ولكن كل ما عليه هو السعي والاجتهاد من أجل إيجاد العمل المناسب وعدم الاستسلام للإحباط واليأس واللجوء لله عز وجل. ويفضل أن تقوم الزوجة بتوجيه الزوج للخروج من المنزل سويا وخاصة في فترة الصباح والذهاب إلى الحدائق العامة والتي يستطيع من خلالها رؤية الآخرين والشعور بأشعة الشمس وبالتالي التخلص من مشاعر التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.
