الدفن فى الرمل بواحة سيوة.. شفاء للبدن وراحة البال ويساعد فى علاج الروماتويد

"سيوة" درة واحات العالم، وواحدة من أجمل الأماكن في مصر والتي لم يشوهها التطور التكنولوجى الحديث بسلبياته، وتختبئ وسط الصحراء الغربية، وتبعد عن العاصمة ما يقرب من 700 كليو متر، وتعد الواحة الصغيرة واحدة من أهم الأماكن السياحية العلاجية، حيث حباها الله بالعيون الكبريتية وبحيرات الملح ورمال جبل الدكرور التى يذهب إليها الجميع للدفن في الرمل. فماذا تعرف عن الدفن في الرمل؟ الكثير منا لا يعرف سوى الاسم فقط، ولكن ما هو الدفن فى الرمل؟ وما أسبابه التي تجعل إنسان يوافق على دفنه في رملة ساخنة بدرجة حرارة عالية؟ وأين تكون تلك الرمال؟ وماذا يحدث من ممارسات أثناء الدفن وبعده؟ فالقليل فقط يستطيع الإجابة على تلك الأسئلة، ولكن في تقريرنا هذا، نصطحبكم في رحلة علاجية واستشفائية داخل واحدة من الأماكن الأكثر شهرة في العلاج بالدفن في الرمل. "منطقة الدكرور تختلف عن أي مكان أخر داخل الواحة بسبب إرتفاع الجبل فيها، وهذا الإرتفاع يسبب تعامد للشمس داخل سيوة عن أي مكان تانى، غير الرملة هنا تتميز بحبيباتها الخشنة تساعد أكثر على نجاح الدفن في الرمل" لذلك يذهب الأشخاص إلى واحة سيوة للعلاج كما قاله "شريف السينوسي" من أهالى واحة سيوة، الذى التقينا به هناك وأجاب على كافة الأسئلة التي راودتنا في سفرنا حتى وصلنا إلى هناك. الدفن لساعة واحدة وبدون ملابس وأضاف "شريف " خلال حديثه حيث قالا: لنا موسم معين يبدأ من نصف شهر يونية إلى نصف شهر سبتمبر، حيث نبدأ يومنا من الساعة السادسة صباحًا، فنقوم بحفر الرمال وعمل حفر كبيرة تسع جسد الإنسان، وفي حدود الساعة الواحدة ظهراً ومع تعامد الشمس تشتد حرارتها، نبدأ في تنزيل الأشخاص بدون ملابس ونردمهم بالرمل حتى الرقبة، ونضع شمسية صغيرة على رؤوسهم حتى نتفادى إصابتهم بضربة شمس. وللدفن في الرمل فائدتين الأولى مد الجسم بدرجة حرارة عالية جدًا، ثانيًا تساعد الرملة فى تفتح مسام الجسم، وتابع السنوسي: يظل الشخص في الرمل من ربع إلى ثلث الساعة، ثم يدخل بعدها في خيمة بنفس درجة حرارة الرمل ويرتدى ملابسه، ونقدم له مشروبان وهما الحلبة لدر العرق والينسون للتهدئة، ثم يرتدى ملابسه و معطف ثقيل كى يعمل عملية تسمى بـ"كمر للجسم"، ثم يخرج ويتجه لمكان سكنه بعد أن يشرب عصير الليمون حتى لا يصاب بالصداع وإرتفاع درجة الحرارة . الزائرين من جميع دول العالم وبعد أن يتجه الشخص إلى مكان سكنه: "ينام الشخص مرتديًا المعطف ما يقرب من ساعة ونصف الساعة كاملة، ليخرج كمية مهولة من العرق المحملة بالسموم من الجسم، وهذا هو المطلوب وهو الهدف من الدفن، بعد ذلك يتم عمل غلق لمسام الجسم بزيت الزيتون والخل كى لا يتعرض لأى تيار هواء يمكن أن يؤذيه"، وأشار شريف قائلاً:" الدفن في الرمل يعالج الروماتيزم، الروماتويد، والخشونة، وآلام المفاصل، والغضروف، وكل عام نكتشف إنها ساعدت فى علاج مرض معين. وعن الوافدين للعلاج قال" الوافدين يأتون من كل مكان في مصر، غير الدول العربية والدول الأجنبية والتى منها فرنسا وإيطاليا، أوروبا وغيرها من الدول . الدفن في الرمل متاح للجميع إلا من يعانى من ضعف عضلة القلب، أو الكسر، أو من يعانى من إرتفاع درجة الحرارة المستمرة، ومن يعانى من مرض السرطان، و أيضًا الدفن متاح للسيدات مثل الرجال، فهناك معسكرات خاصة للسيدات يقوم بخدمتهن سيدات فقط، ولا يوجد سن معين للدفن في الرمل حتى يمكن دفن الأطفال وكبار السن متاح لهم أيضاً التجربة، وبنفس الطريقة الدفن في الرمل. سهولة المواصلات أهم مطالب الأهالى في سيوة وأنهى شريف السانوسي حديثه قائلًا " كل ما نتمناه هو توفير مواصلات سريعة حتى يتثنى للناس السفر بسهولة ويسر للواحة، دون مشقة أو تعب وخاصة الأجانب".