بدون مقدمات، وصلنا السؤال قصيرًا ومباشرًا ومؤلمًا، ومحايدًا كأنه خرج من قلب العشرات من الرجال أو النساء "هو إحنا ليه بنقع في حب أشخاص بتمنعنا عنهم حواجز شبه مستحيلة؟ ليه نحب شخص مش مستعد حتى يعطيك الفرصة تكسر الحواجز اللي بينكم؟ وعمال بس يحبطك وكل شوية يذكرك بصعوبة كسر هذه الحواجز؟ ليه هو مش مستعد يبادلك نفس قوة المشاعر علشان بس خايف على نفسه من المشاعر السليية والفقد لو حصل انفصال؟"
****
ومن أجل كل من يعانون "متلازمة الحب المستحيل" ويدور ببالهم السؤال ويجرح قلبهم ويسلبهم النوم ليلاً والراحة نهارًا بحثنا عن إجابة، ففي حين تقول الأغنيات منذ عشرات السنين أن "الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام" كان لعلم النفس رأي آخر، فوفقًا للخبراء النفسيين يعد الانجذاب لهذا النوع من العلاقات أمرًا غير صحي على الإطلاق، وهناك عدة أسبابه ورائه أبرزها ما ذكرناه للتو، وهو الأفكار المغلوطة عن الحب الأفلاطوني والحب الحقيقي التي غرست في لاوعينا منذ الطفولة وتوهمنا أن الحب يكون أصدق إذا لم يكن لدينا أي أمل في أن يستمر وتتطور العلاقة.
من الأسباب أيضًا القلق العاطفي والخوف من الوحدة اللذان يجعلانا بحاجة ماسة إلى أي شخص في حياتنا العاطفية بغض النظر عن ملائمته لنا من عدمها. تفسير آخر يكمن في مقولة "الممنوع مرغوب" فوفقًا لعالم النفس الأمريكي هيكتور جي بارنز كلما كان الشخص بعيد المنال كلما زاد هذا من رغبتنا فيه ورفع قيمته في نظرنا.
أما عالمة النفس ليندا هاتش فلفتت إلى سبب آخر وهو أن بعض الناس يبحثون لا إراديًا عن علاقات محكومة بالفشل لأنهم لا يرغبون فعلاً الالتزام بعلاقة حقيقية مستمرة وفكرة استحالة الوصول للحبيب تمنحهم شعورًا بالأمان.
ثم يأتي السبب الأكثر شيوعًا وهو اعتقادنا بأننا يمكننا أن نغير الطرف الآخر أو إصلاحه، مما يجعلنا نمضي قدمًا في العلاقة رغم كل مؤشرات الخطر التي نراها ونحن نظن أن المعجزة قد تتحقق على يدينا ولا ننتبه إلا بعد فوات الأوان إلى أن زمن المعجزات قد انتهى.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.
