"عمري 24 عامًا، وأنا الأخت الكبرى لثلاثة فتيات، رغم أن البنت سر أختها إلا أني لا أشعر أبدًا بذلك، فارق العمر بيننا ليس كبيرًا، وهو عامين بين كل فتاة، إلا أنني أشعر دائمًا أنهن مقربات من بعضهن البعض وبعيدات عني، نحن نعيش في بيت واحد، ودائمًا يساعدن بعضهن في كل شيء ويتحدثن مع بعضهن ويتشاركن الأسرار والأحاديث والحكايات، بينما في وجودي أشعر أنني ثقيلة عليهن، حتى المزاح لا يتقبلونه مني، رغم أنني حنونة جدًا عليهم وأنا أول شخص يقف إلى جانبهن إذا تعرضن لمشكلة.
المشكلة أيضًا أنني ليس لي أصدقاء فأمي دائمًا ما كانت تبعدني عن صديقاتي وتشعر بالانزعاج إن شعرت أن هناك شخص مقرب مني، وحتى خطيبي إذا وجدتني أتحدث معه تفتعل أي مشكلة، ولذلك فهن أول من يخطر ببالي حين أريد أن أحكي شيئًا، لديهن سري ولكن لا يحدث العكس. ورغم ذلك، فإنهن يفشين أسراري لأمي رغم أني أكره ذلك. دائمًا أقول لأمي إنني لو فقدتها أخواتي لن يكن حنونات علي. حتى أمي نفسها تغيرت معي، كنت فيما مضى أشعر أنني ابنتها المفضلة، لأنني كنت أعمل معها في محل تملكه منذ الطفولة. ولكن الآن أشعر أنهن أفضل عندها مني.
****
القارئة العزيزة، نتفهم كم يؤلمك هذا الشعور وكم تشعري بالحساسية والوحدة تجاه موقعك من أخواتك. تفكيرك وبحثك عن حل لتقريب المسافات يعكس شخصية سوية متصالحة ومحبة للوصل، فإذا لم تكن شخصيتك سوية ربما سبب شعورك بقربهم واستبعادك في نفورك منهم وحبس نفسك في موقع ضحية. لذا نشعر بالثقة الشديدة في أنك ستتمكني من تحقيق ما تريدين مهما طال الوقت أو قصر لأن نيتك طيبة والقلوب مرايا وبالتأكيد سيتشعرن صدق رغبتك في التقرب منهن وصدق محبتك لهن.
تحاول الدكتورة سمر كشك أخصائية الصحة النفسية والاستشاري الأسري تفسير المشهد لتساعدك على تفهمه، فتقول إن المشكلة على الأغلب بدأت من نقطة تفضيل الأم لك في البداية. هذا لم يكن ذنبك مطلقًا ولكنه خلق فجوة بينكم. ولتقريب المسافات تنصحك بأن تتحدثن معًا بوضوح وشفافية وصراحة وتخرجن ما في قلوبكم لهدم الحاجز الذي صنعته معاملة الأم في بداية حياتكم، لابد من تصفية الأمور بينكم ويجب أن يعرفن ويسمعن منك أن ماحدث لم يكن ذنبك وأنك تحبينهم من قلبك.
وحتى يحين الموعد المناسب لهذه المواجهة حافظي على طريقتك الطيبة معهن، سانديهن وتقربي إليهن وشاركيهن الحديث ولكن فيما يخص إفشائهن أسرارك فمن الضروري أن تحتفظي بأسرارك الدقيقة التي لا تحبين أن يعرفها أحد لنفسك، مهما كنتن مقربات وحتى لو كان لكِ صديقات تثقين بهن هناك أسرار يجب أن تحتفظي بها لنفسك فقط وأن تكون لكِ حدودك الخاصة في كل علاقة.
رسالتك أشارت إلى مشكلة أخرى ربما تخشين مواجهة نفسك بها بشكل كامل، فمعاملة الأم لك وعزلك عن الأصدقاء أمر خاطئ، خاصة أن الأمر يمتد إلى علاقتك بخطيبك. كل شخص يحتاج إلى دائرة اجتماعية تحيطه ليعيش حياة اجتماعية صحية. يجب أن تصري على وجود أصدقاء في حياتك، تجيدين اختيارهم، وإذا أصرت الأم على موقفها قد يفيد الاستعانة بشخص كبير وثقة في العائلة لأن عزلك عن الناس يعرضك لمشاكل نفسية كثيرة ويعيق نضجك اجتماعيًا.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.