بيئتها الصحراوية وطبيعتها البكر وعادات أهلها البسيطة والتعامل بالفطرة، جذبت البعض أن يعتاد الذهاب إليها بصورة دائمة، "واحة سيوة" من أجمل الأماكن السياحية الموجودة في مصر، ولكن هناك سر آخر جعل من يزورها للمرة الأولى لا يستطيع البعد عنها كثيرًا، فهناك من ترك الأهل والأصحاب ليقضى الباقي من عمره فيها، ترى ما هذا السر؟ .
التقينا مع الشيخ عبد الرحمن الديميرى كبير مشايخ سيوة وتحدث لـ "انفراد" عن الواحة وسر جمالها الذى يجذب القاصى والداني لزيارتها، فقال: الشيخ هو الرجل المسئول عن القبيلة ويجمع بين الناس في حالة التخاصم، ويحل مشاكلها ويفصل بين الطرفين في جلسة عرفية، والجميل أننا في سيوة لا نحتاج إلى قسم الشرطة نهائي، ففي العموم لا توجد لدينا مشاكل سوى على رى الأراضى الزراعية، لكن المشاكل الكبيرة التي نسمع عنها في باقي المحافظات لا توجد هناك.
وأكمل: "سيوة بلد الأمن والأمان بيوتنا مفتوحة كل بين له بابين مش ممكن تلاقي في باب مقفول، وعلى الرغم من كده مش ممن تحصل حالة سرقة أبدًا، يزورنا سياح كتير ومرة واحدة نسيت كاميرا اللي لاقها جابها ليا وأنا سلمتها لقسم الشرطة وجابوا السياحة وسلموهلها، إحنا عندنا أمان.
واستطرد شيخ مشايخ سيوة قائلًا: المرأة في سيوة مكرمة ومعززة، ممنوع تخرج من البيت إلا للضرورة، بناتنا متعلمين وسنحتفل بأول طبيبة من بنتنا في الواحة قريبًا، عادة البنات هنا تتعلم حتى المرحلة الثانوية فقط، لأن من الصعوبة أن نترك بناتنا تتغرب خارج الواحة.
وتابع:"إحنا بنتكلم لغة خاصة بينا أنتم في المدن بتقولوا عليها أمازيغ ولكنها مختلفة، لغة مايفهمهاش غيرنا، لهجة لا لها حروف ولا تصريف أفعال، إتربينا عليها وبعلمها لولادنا من أول ما يتولدوا بنتكلم معاهم بها لسن دخولهم المدرسة عشان تفضل موجودة وما تنتهيش أبدًا".
وقال "الديميرى": يوجد لدينا عيد خاص بنا يسمى عيد السياحة، ويقوم على الطريقة المدنية الشازلية، بمعنى ذكر وصلاة وطعام، يجتمع الكل في هذا اليوم كل عام ويأتي لحضوره الأقارب والأهل من كل مكان في مصر لتلاقي الأرحام العيد مده 3 أيام، كمان أننا نطعم الطعام في هذا اليوم، بمعنى نذبح الذبائح وتكون تكلفتها من الأموال التي تم جمعها من المساجد فكل أهل الواحة مشتركة في الأكل، فتأكل ولم تعرف أنت تأكل بمال من فقد يكون الطعام الذى في فمك مال يعود لأخر بينك وبينه مشاحنة ما، السر هنا ليكون هناك مودة ورحمة وحب بين أهل القرية.
واستطرد كبير مشايخ واحة سيوة قائلًا: "عادة نقيم هنا حضرة لذكر الله، لنخرج الشحنات النفسية والمرضية التي قد تكون بداخلنا، بعد حضور الحضرة نخرج منها أناس مختلفين هادئين فهى تنشط الروح الدينية بداخلنا".
وأضاف: "المعالم والجمال اللى موجود في سيوة مالوش مثيل، جبال الملح والدفن في الرمل، والملح، العيون الكبريتية الجزر، أجمل ما في سيوة النخيل والبلح اللذيذ والزيتون اللي بنصنع منه أنقي زيت زيتون في مصر، واحة سيوة أمن وأمان وشفا واستجمام".