خليط من الإحباط والحيرة والقلق امتزجوا في مشاعرها وهي ترسل لنا "ابنتي طالبة جامعية ولكنها للأسف "شكاية" جدًا بطريقة لا تطاق. تشكو دائمًا من أوجاع "مالهاش أصل" في رقبتها ويديها وساقاها وأسنانها وبطنها، وأذهب بها للأطباء في محاولة لإراحتها والحمدلله لا يجدوا أي مشكلة، لكنها رغم ذلك لا تستسلم وتظل تشكو. أرجو مساعدتي ومساعدتها للتخفيف من هذا الطبع المزعج فنحن نعاني من هذه المشكلة منذ كانت طفلة".
***
القارئة العزيزة، حين قرأت المشكلة لأول وهلة طرأ إلى ذهني احتمالية إصابتها بمرض الفيبروميالجيا، وهو حالة مزمنة تتسبب بألم في العضلات والعظام، والتعب العام، واضطرابات النوم والإدراك، خاصة أنه لم يعرف بشكل واسع إلا في السنوات الأخيرة، ولكن حين نقلت المشكلة إلى الدكتور لؤي محمد وجدي، اخصائي المخ والاعصاب والطب النفسي نفى ذلك، موضحًا أن مرض الفيبروميالجيا يسبب آلام في العظام و العضلات والمفاصل والأعصاب من دون سبب عضوي واضح، ولا يسبب آلام في أماكن أخرى. كما أن الفيبروميالجيا من الصعب أن يصاب به الأطفال أو المراهقين إنما قد تبدأ الشكوى منه بعد منتصف العشرينات من العمر.
مضيفًا أنه الأقرب لهذه الحالة إذا لم يكن هناك أي سبب عضوي للآلام أن تكون البنت تعاني من اضطرابات النفس جسمانية، بمعنى أن أي خلل في الدفاعات النفسية يظهر على السطح في صورة آلام وأوجاع وإعياء بدون سبب عضوي. إذا لم يكن هناك فعلاً أي سبب عضوي أو عصبي، فمن الضروري مراجعة طبيب نفسي يجري للفتاة تقييم نفسي ليعرف الأعراض الدقيقة التي تواجهها ويعرف سبب الآلالم.
والإحتمال الآخر هو أن تكون الفتاة تعاني من متلازمة الوهن المزمن، وفي الحالتين فإنه إلى جانب العلاج السلوكي، سيستخدم الطبيب في علاجها نوع معين من أدوية الاكتئاب للأمراض المزمنة سواء كان مصدرها نفسي أو عضوي.
مشيرًا إلى أنه يحتمل أن يكون السبب في هذه الآلام النفس جسمانية وجود اضطراب في الشخصية يجعل الجسم يشعر بالألم لأنه بحاجة إلى حالة العناية والرعاية والاهتمام التي يحصل عليها في حالة المرض.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.