توجد العديد من المصاحف الشريفة في المساجد والمؤسسات الدينية الإسلامية والمنازل والتي يقرأها المسلمين في أوقات مختلفة لتدبر كلمات الله عز وجل والعمل بأوامره، ولكن هل سألت نفسك يوماً كيف يطبع المصحف الشريف في مصر؟ إجابة هذا السؤال نستعرضها في هذا التقرير.
خصص الأزهر، لجنة لطبع ومراجعة المصحف والتي تتبع مجمع البحوث الإسلامية، الذى يتبع مشيخة الأزهر، وتهتم اللجنة ببحث طلبات النشر الشرعى، ومراجعة وطبع المصحف الشريف لضمان النشر المنضبط، حيث تعتبر هى جهة اعتماد ومراقبة وليست جهة طبع.
ومن ناحية أخرى يتاح لمطابع خاصة ودور نشر طبع وتداول المصحف الشريف، ولكن بشرط أن يتوافق المصحف مع شروط الطبع والتداول التى حددها الأزهر الشريف والتي يخصص لها لجنة تعطى أو تسحب تصريح الطبع والتداول أيضاً، وذلك من خلال تأسيس لجنة متخصصة ومكونة من كبار العلماء والخبراء فى التلاوة وأحكامها.
ويشترط الانضمام للجنة أن يكون المتقدم من المتخصصين فى القراءات وعلومها والحاصلين على تخصص القراءات، كما يجب أن يكون حافظا للقرآن الكريم حفظا جيدا بأحكامه، ومتقنا للقراءات العشر الصغرى والكبرى، ومتقنا لعلوم الرسم العثمانى والضبط والفواصل والوقف والابتداء، ومبصرا، وألا يقل عمر المتقدم عن 25 سنة ولا يزيد عن 40 سنة، ويشترط أيضاً أن يجتاز الاختبار التحريرى المعد ثم يجتاز الاختبار الشفوى.
وتمر عملية طبع المصحف بمراحل عديدة حيث يراجع بمعرفة لجنة المصحف، وهذه اللجنة تضم نخبة من المتخصصين فى القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات، وتتم مراجعة المصحف على مرحلتين مختلفتين، وعند التأكد من عدم وجود أخطاء تمنح الدار تصريحا بالتداول للمصحف الشريف.
ويراجع المصحف عدة مرات قبل تداوله، للتأكد من خلوه من أى أخطاء إملائية أو أخطاء بترتيب الصفحات، وتطبع نسخة أولية والتي ترسل إلى مجمع البحوث الإسلامية لمراجعتها وإصدار ترخيص للمطبعة بطباعة المصاحف، ثم فحص كل نسخة للتأكد من خلوها من أى خطأ.
وتعرض عرض النسخة النهائية من المصحف مرة أخرى على مجمع البحوث الإسلامية لمراجعتها لإصدار تصريح بتداول النسخ المطبوعة بالأسواق، بشرط أن تكون المطبعة مرخصة بالأساس، وكذلك حاصلة على ترخيص من مجمع البحوث الإسلامية وتتم طباعة أحجام مختلفة من المصاحف لتناسب جميع القراء.