في أجواء تملؤها الفرحة والسعادة تجلس فتاة بردائها الأبيض المزود بالألوان الفسفورية المبهجة، وتضع غطاء لرأس بذات الألوان، تلتف حولها مجموعة من النساء والفتيات يرتدين كلًا منهن ملابس مبهجة، وتتوسطهن الجِدة تغنى بكلمات بعضها مفهوم والآخرغيرمفهوم وتردد الأخريات ما تقول.
وعلى الجانب الآخر تجد شادر كبير مخصص للرجال جميعهم يرتدون الجلباب الأبيض وغطاء الرأس يسمى العقال المكان تملؤه الحركة الدائمة، هؤلاء رجال كبار السن "شيوخ " يتبادلون الحديث ما بين التهنئة والدعوات، وهؤلاء شباب يحملون الصوانى عليها ما ألذ وطاب يطوفون داخل الشادر ليتناول الحضور الطعام. أما هذا الطفل فيجلس أمام صينية ممسك بيده أبريق ويسكب منه الشاي الأحمر في الأكواب. الضحك والإبتسامات تعلو للسماء، وفي وسط هذا الضجيج يعلو صوت أحدهم "مبروك ياعريس" .
نعم.. إنه فرح ولكن بطقوس تختلف عن ما اعتادنا عليه في المدن المصرية، لأنه فرح بطعم البرية، فرح عادته وطقوسة مازالت فطرية بطبيعة خالقها، فرح بحلاوة زمان لم تمتد إليه فكرة تقاليد الغرب وتطور العادات التي تُضيع لذة فرحته.
"الفرح البدوى" ما زال يحمل وحدة مجتمع القبائل العربية بعاداتها وتقاليدها وخاصة في الزواج، في البداية تتزوج الفتاة البدوية شابًا من قبيلتها، و إذا وافقت على الزواج يهدى إليها الذهب ويقدر بالجرامات، ويقوم العريس بتجهيز بيت الزوجية وعادة يكون بتجهيزات بسيطة غير مكلفة، وأثناء فترة التجهيزات يقدم العريس للعروسه الهدايا في المواسم ويشتطر أن تكون من الذهب على حسب قدرة العريس المادية.
عادتًا الفرح البدوى يقام لمدة ثلاثة أيام، اليوم الأول فرش لبيت الزوجية ومن عاداتهم أن تذهب العروس لبيتها يوم العُرس فقط، فالذى يقوم بالفرش أم العروس وأخواتها وأهل العريس، وفي اليوم الثانى ليلًا تكون احتفالات الحنة ويكون الاحتفال الأكبر في بيت العروس مع أهلها وتقوم الحنانة بوضع الحنة فى يد العروس وعلى كعبها، وتحنى أخواتها ومن يريد أن يتزين بالحنة من الأقارب والأصدقاء، وترفع الأصوات بدقات الطبول والغناء.
أما الليلة الكبيرة فهى يوم الفرح وفى الصباح الباكر تذبح الذبائح وتقام الوليمة الكبرى بعد أن يُكتب الكتاب ويتم إشهار الزواج، وتُعد الوليمة من أهم العادات التى تقام في الأفراح البدوية، حيث يلتف الجميع حول صوانى الطعام المحملة بما الذ وطاب، فالكل يمد يده ويأكل من نفس الطعام فيتقاسم كل منهم لقمة الأخر ويتشاركون في "العيش والملح" فتعٌم المحبة والرحمة في القلوب وداخل المجتمعات القبلية، وهذا ما تعبر عنه صورة اليوم من صورة ومعلومة.