الجميع بلا استثناء يحب ويقرأ عن كل ما هو فرعونى وأثرى لاحتوائه بعض العناصر المشوقة التي يحب الجميع معرفتها، عن سر الأجداد ومعرفة الحياة التى عاشوا فيها، وحتى الأماكن التي تم فيها دفن الموتى لجعلها مكان الراحة الأبدية لهم، ولمعرفة كيف يفكرون ويهتمون بكل شيء، وبالتأكيد الجميع سمع عن مقابر بنى حسن التي تقع في قرية بني حسن في المنيا، وتعتبر هذه المنطقة أكثر المناطق خصوبة في مصر.
وتتكون المقابر من جزأين، على حسب المستوى الاجتماعى للشخص، جزء علوى وجزء سفلى، والجبانة السفلية تقع على منحدرات التلال وتحتوى على ما يقرب من 800 مقبرة، وتضم تلك الجبانة على مقابر موظفين مختلفين من عصر الانتقال الأول، والدولة الوسطى، ويوجد بها مقابر تابعة لأواخر عصر الدول القديمة، أما الجبانة العلوية فتعتبر تضم النخبة من القوم ولهذا كانت المقابر مزينة بشكل فاخر، لتليق بمستوى الاجتماعى والسياسى لهم، وتضم حوالى 39 مقبرة منحوتة بشكل أفقى في صخور المنحدر.
وقد تم تزيين جدران بعض تلك المقابر بمشاهد موضحة بشكل رائع عن الحياة اليومية، مثل الزراعة والحرف والمهن، والصيد والألعاب التي كانوا يمارسوها، ولم يهملوا حتى مشاهد الحرب قد تم رسمها على الجدران، وقد تم نحت الجبانة خاصة العلوية بواسطة أدوات بسيطة مثل الأزاميل، والمطارق الخشبية بشكل ماهر وملفت للأنظار.