تجده يقف بعظمة وشموخ شاهد على التاريخ الحديث وأرشيف التاريخ المصرى القديم، إنه مبنى"ماسبيرو" ، يُعد هذا المبنى العريق ناصية الإعلام العربي في العالم، اكتسب عظمته من عظمة نهر النيل العظيم فهما شريان الحياة في مصر.
حين ترى هذا المبنى العظيم ينطلق لسانك باسمه "ماسبيرو" تُرى؛ هل سألت نفسك مرة ماذا يعنى هذا الاسم ولماذا سُمي به؟ في السطور التالية سنتعرف على إجابة لهذا السؤال .
"ماسبيرو" هو مقر التليفزيون المصرى هو مبنى الإذاعة والتليفزيون وأقدم تليفزيون حكومي فى الشرق الأوسط وإفريقيا بعد تليفزيون دولة العراق، سمي بهذا الاسم تيمنا بعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو، والذى شغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية في وقت سابق.
وأظهر "ماسبيرو" حبه للتاريخ وعلم المصريات منذ صغره، فبدأ تعلم اللغة العربية، وتم اختياره ليكون معيدًا في المدرسة العملية للدراسات العليا، وناقش أول رسالة دكتوراه في فرنسا بعلم المصريات تحت اسم "إيجبتولوجي"، وثم مُنح لقب أستاذ علم المصريات.
وفي عام 1881م، وصل "ماسبيرو" مصر ليشغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، وساهم " ماسبيرو " في إقامة أول مطبعة هيروغليفية وعربية في مصر، كما عين أيضًا أمين المتحف المصري للآثار في بولاق، ومن شدة حبه في مصر وعلم المصريات أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيينه مديرًا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الآثار التاريخية.
كان "ماسبيرو" يعيش في عوامة على ضفاف النيل بالقرب من مبنى ماسبيرو الحالي وبعد وفاته عام 1916 سُمى الشارع باسمه تخليداً له وتكريمًا للدور الذى بذلة في الحفاظ على الآثار المصرية.
وشيد المبنى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقرار رئاسي، وتم إطلاق أول بث منه في 21 يوليو 1960، وذلك بمناسبة الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، خصصت ميزانية المبنى ما يقرب من 108 ألف جنيه، وتم بناؤه على مساحة 12 ألف متر مربع .
واطلق التليفزيون العربى الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر، ثم نشيد "وطنى الأكبر"، واستهل التليفزيون العربى إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محدد بمعدل 6 ساعات يوميا، هذا ما أشارت له صورتنا اليوم في صورة ومعلومة.