حالة من السعادة والدهشة تصيبك حين ترى هذه الفتاة البشوشة القوية فلن تكتفى بالعادى في حياتها بل قررت أن تخوض تجارب قد تكون غريبة بالنسبة لنا ولكن بالنسبة لها كان تحديا، حيث تمكنت إسراء عماد الفتاة العشرينية من تصوير فيلم سينمائى رغم فقدانها البصر لتصبح أول فتاة مصورة سينمائية كفيفة في مصر والذى شارك فيلمها في عدة مهرجانات وحاز على تكريم من دول مختلفة.
تروى إسراء تجربتها وحبها للتصوير منذ الطفولة لـ انفراد، قائلة: "اتولدت كفيفة أنا وأختي التوأم وده كان شيء صعب بالنسبة للأسرة وخصوصا ماما، لكنها قررت إنها هتراعينا وهتعلمنا زينا زى أي حد، وفعلاً دخلنا حضانة مكفوفين ومدارس مكفوفين كنا بنتعلم بطريقة برايل وكنا بنستخدم اللاب توب كمان وفيه برنامج مخصص للمكفوفين عشان يساعدنا على التعليم، ماما كان ليها فضل كبير علينا في التعليم لغاية ما الحمد لله وصلنا للجامعة، أختى دخلت ألسن وأنا دخلت كلية إعلام لأنى بحبها وكان نفسى أدخلها".
وأضافت: "وأنا صغيرة كنت دايمًا بسأل نفسى سؤال هو ليه الناس بتتصور هو إيه الحلو في الصور وليه أنا بتصور لكن مبصورش زيهم، عرفت ساعتها إن الصور دى بتبقى ذكريات حلوة وأنا حبيت فكرة التصوير أوى فكان نفسى أنا كمان أتعلم التصوير بس كنت بقعد أقول هو فيه حد يرضى يعلم حد كفيف التصوير أصلاً، بس كنت دايمًا في البيت بصورهم بالموبايل واسألهم كد حلوة يقولولى مثلاً محتاجة تطلعى فوق شوية أو تظبطى كذا".
وتابعت: "مع الوقت لقيت أختى بتقولى إن فيه جروب لـ أستاذ خالد فريد بيعمل ورش للمكفوفين ومنهم ورشة تصوير، اتبسطت أوى وفعلاً بعتله وقلتله عاوزة أشارك في الورشة، وعلى طول روحت معاهم وبقيت اتعلم التصوير، بقي يعلمنا أساسايات التصوير والزوايا وإزاى ضوء الشمس والحرارة ممكن تساعدنا نحدد الإضاءة، وبيكون حد جمبى بيظبط لى الفوكس ويعلمنى إزاى أعمله، وكمان صوت الشخص اللى بصوره بيساعدنى أحدد الزاوية بالظبط".
واستطرد حديثها قائلة: "الجروب بتاعنا كله مكفوفين فكلنا بنساعد بعض وبنصور بعض، ومع الوقت اتعلمنا التصوير الفوتوغرافي، كل واحد فينا عنده مشكلة مع المجتمع بسبب التنمر والاستغراب بتاع الناس لما بيشوفونا ماشيين لوحدنا في الشارع اللى هو ازاى كفيف وماشى لوحده ومن هنا جت لأستاذ خالد فكرة فيلم عن المكفوفين بعنوان أمل، كل فريق العمل من المكفوفين ماعدا الإخراج والمونتاج لأن المخرج كان أستاذ خالد فريد".
وأنهت إسراء حديثها قائلة" الحمد لله الفيلم اتكرم من دول كتير وحقق المركز الثالث في أحد المهرجانات السينمائية بإيطاليا ونأمل أن نشارك في مهرجانات تانية ونوصل صوتنا للعالم كله، وعاوزة أقول إن الكاميرا دى هي صحبتى وحياتى مجرد ما بسمع صوت الكاميرا نفسيتى بتبقى أحسن، نجاح الفيلم ونجاح تجربة التصوير للمكفوفين بيثت أن الكفيف يقدر يعمل كل حاجة ومفيش حاجة تقدر توقفه".