يستطلع المسلمون الليلة هلال الشهر الكريم، ويعد هذا الاستطلاع تأكيدًا لظهور هلال شهر الصيام والالتزام بالعادات والتقاليد للمصريين، هى ليلة من أهم ليالى الشهر الكريم حيث يبدأ المسلمون فيها بأداء صلاة التراويح وهى من أساسيات شعائر شهر الصوم.
نعود للخلف سويًا لنعلم متى ظهرت تلك الليلة وأين؟، أول من قام باستطلاع شهر رمضان هم المصريون حيث يقول للإمام السيوطي في أحد كتبه ويتحدث فيها عن تاريخ القاهرة، أن القاضي غوث بن سليمان الحضرمي قاضي القضاة في مصر عهد أبي جعفر المنصور العباسي، هو أول من خرج لرؤية الهلال في مصر، حسث استمرت رؤية الهلال قمريًا بالعين المجردة ولم تتغير إلا في العصر الفاطمي. حيث كان الفاطميون يحسبونها فلكياً، واستمرت الرؤية الاستطلاعية حتى الأن.
وفى العصر المملوكى، كان المصرى يستطلع أهلة الأشهر الهجرية من خلال مئذنة المجموعة التي شيدها المنصور قلاوون المملوكى، ومن عادات المصريين أنهم يشاركون القضاة في رؤية هلال رمضان سواء كان من التجار وأصحاب المهن والحرف، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وخرج قاضي القضاة فى موكب رائع محمل بفوانيس الشموع والمشاعل حتى يصل إلى داره ثم تتفرق الطوائف فى أحيائها معلنة شهر الصيام.
وفي عهد محمد على وعلى مشارف القرن العشرين، انتقل إثبات الهلال إلى المحكمة الشرعية. واستمرت حفلات طوائف الشعب تشارك فى رؤية هلال رمضان. حيث يخرج الموكب من محافظة مصر إلى المحكمة الشرعية تتقدمه الموسيقى والجنود بطبولهم حتى إذا ثبتت رؤية الهلال تطلق الصواريخ والألعاب النارية وتطلق المدافع وتضاء المآذن ثم يمر موكب الرؤية فى أنحاء البلاد معلنًا الصيام.
وبعد إنشاء أول مرصد فلكي سنة 1838 م في القلعة ثم انتقل للعباسية باسم الرصد خانة، بعدها نُقِل لحلوان سنة 1903 م لتعذر رؤيته من منطقة العباسية؛ وظلت مصر تعمل بنظام الاستطلاع بالعين المجردة حتى سنة 1956 م ثم تم إلغاء نظام استطلاع رؤية الهلال بالعين المجردة واستبدل بنظام الحسابات الفلكية وكان السبب في ذلك كثافة السحب.