تحلم كل أم أن يكون طفلها متعاونا، ولا يبخل عن أحد بمجهوده ومساعدته، وعلى الرغم من أن هذا الحلم يمكن أن يكون صعبا وذلك لأن لكل شخصية مختلفة عن الطفل الآخر، أي أن هناك طفلا يحب أن يتعاون مع الآخرين وطفل آخر لا، وهناك من يتعاون في أشياء معينة مناسبة لمهاراته أو المهام التي يحبها، ولكن على الرغم من تلك العقبات إلا أن بالمحاولة والتعود يمكن أن نغرس تلك القيمة في شخصيته.
وتقول الدكتورة سلمى أبو اليزيد استشاري الصحة النفسية في حديثها لـ "انفراد"، إنه مع دخول شهر رمضان، وهو شهر تجتمع فيه الأسرة في كثير من الأوقات والأيام، يمكن أن تستغله الأم في تعليم تلك العادة الحسنة.
وقالت استشاري الصحة النفسية إنه من المتعارف عليه أن الأم تلجأ لطريقة التعنيف، أو الأسلوب العدواني في تعليم أطفالها التعاون، حيث يصدرون الأوامر حتمية التنفيذ ويطلبون الطفل بالتعاون وتقديم الخدمات طوال الوقت دون تفكير، وهذه الطريقة من أخطر الطرق، حيث إنها تجعل الطفل يكره ما يفعله، ويقوم بتنفيذه في غضب، وفي تحد، وأكدت أبو اليزيد أن هناك خطوات يجب اتباعها مع الطفل حتى يكون متعاونا ويحب أن يتعاون مع الجميع ومن أهمها:
طلب بسيط
ونصحت استشاري الصحة النفسية بضرورة أن يكون الطلب بسيطا، فمثلا يمكن أن تطلبي منه تجهيز السفرة، أو عمل السلطة حسب عمره، أو تلميع أدوات المائدة، أو تنظيم غرفته، فالطلب البسيط والصغير أثناء نهار رمضان يمكن أن ينفذه بسهولة وحب.
تجنب السلبية
أكدت استشاري الصحة النفسية أنه يجب ألا تبدأين بطلبك بشيء سلبي أو بتهديد، فمثلا لا تقولى "إذا لم تفعل كذا سوف أحرمك من اللعب" أو لا تلعب قبل أن تنهى واجبك، فيضفل أن تنصحه أولا بأنك عليك أن تنهى مهامك أولا، ثم تلعب، وعليك أن تحفزه وتشجعه بدل من أن تهدده.
اجعله يستمتع بطلبك
فإذا كان طفلك مترددا في تنفيذ طلب ما، يمكنك تحفيزه بنتائج فعله، وأن ما يفعله سوف يجازيه الله بالخير لأنه بذلك سوف يساعد نفسه أول ومن ثم سوف يساعد والديه، ويبرهم.