التراث الشعبي المصري غني بالكثير من التفاصيل، منها الحكم والمقولات المأثورة والأمثال الشعبية التي قد تكون وليدة حكاية حقيقية ومنها وليدة موقف ما توارثته الأجيال وأصبح مثالاً يقال في عدة مواقف، ومثلنا اليوم يقول "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" والذي يقال في شخص محبوب من الجميع ومبهج في ظهوره، وقيل كناية عن حب الله له من كثرة طيبته وخُلقه الحميد، كما أوضح الشاعر مسعود شومان الباحث في التراث الشعبي والدراسات الشعبية والأنثروبولوجية في حديثه لـ "انفراد" أن هذا المثل ليست له حكاية محددة ولكنه يصنف مثل "الغنوة" التي تتسم بالحكمة، فهو مثل إيقاعي خالي من الأوامر وموزون على وزن شعري.
اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه
وتابع الباحث في التراث الشعبي أن هذا المثل الشعبي كأنه جزء من بيت شعر وصار مثلاً يقال ويردد كناية عن الشخص المحبوب الودود، وأضاف أن هذا المثل مرتبطاً بمثل "امشي عدل يحتار عدوك فيك" حيث أن الموصوف فيه يجب أن يتحلى بالأخلاق حيث يحتار العدو أي الشخص الذي يكرهه في طريقه الذي يأخذه، بل ويكون بوابة هذا الطريق لحب الناس فيه الذي يأتي من الله بسبب أخلاقه وخُلقه القويم.
وأضاف الباحث في التراث إن مثل هذه الأمثال تجعل الشخص يفكر بأن يجب أن يكون له خبرة في التعامل مع الغير، ليس فقط لإرضائهم ولكن لرضا الله سبحانه وتعالى، بجانب عكس تربية هذا الشخص للأخرين عندما يتعاملون معه.
وأردف الباحث في التراث الشعبي أن هذا المثل الشعبي يعبر عن استقامة المبادئ والأخلاق وقول الخير الذي نسعى إليه هذه الأيام، ونحاول جاهدين أن نجعل الجيل الجديد يتحلى بمثل هذه الأخلاق الجميلة التي يترتب عليها حب المجتمع لهذا الشخص المستقيم.