خدمة وشوشة: "أنا طالبة ثانوية عامة ومرعوبة من الفشل"

"أنا طالبة ثانوية عامة أدبي، وعندي قلق شديد من المستقبل، كل يوم أدعو الله بأن ألتحق بكلية محددة ولكن حاليًا الدراسة صعبة جدًا ومستحيل أحد ينجح لأننا ندرس أشياء لأول مرة نعرفها ولذلك يحتمل الرسوب مثل باقي طلاب دفعتي ولكني أدعو الله بأن أنجح هذه السنة وأدخل كلية سياسة واقتصاد وفي يوم من الأيام توفت جدتي التي كانت دائمًا عندما اسألها هل سأنجح كانت تبشرني بأني سأنجح ولكن بعد وفاتها وأنا أشعر أني سأرسب هذه السنة لأن الدراسة صعبة جدًا تقيس على مستويات عليا للتفكير وأنا شخص عادي لست ذكية بقدر كافٍ. وفي يوم من الأيام ذهبت للنوم زارتني جدتي في المنام رأيتها جالسة في غرفة دخلت لها وقلت بما أنك يا جدتي الآن بين يدين الله بمعنى انك في دار الحق هل أنا سأنجح يا جدتي قالت لي والله ستنجحي وستدخلي كلية إعلام وقالت لي عنوان الكلية قلت لها وكم يبلغ مجموعي قالت لي سأحصل على درجات 350 درجة وهو بمعدل 84% أو 83% فشعرت بفرحة بأني سأنجح وفي نفس الوقت شعرت بحزن لأني لن ادخل كلية سياسة واقتصاد وظلت جدتي تعيد كلمة أني سأحصل على 350 درجة وصارت ترددها واقتربت من اذني وظلت ترددها. شعرت وقتها بأنها أصبحت شبح أو شيطان وفمها أصبح طويل وهي تعيد كلمة 350 درجة شعرت بخوف وفجأة استيقظت من نومي ومن وقتها لا اعرف هل هذه إشارة من الله بأني سأنجح وسأدخل هذه الكليه حقا أم سأرسب أم الشيطان تجسد في صورة جدتي وقال لي هذا الشئ لكي يخدعني؟" **** القارئة العزيزة، نشكر لكِ ثقتك فينا ومشاركتك معنا مخاوفك وهواجسك. أعادتني رسالتك سنوات للوراء حين كنت أعيش نفس الخوف وأنا أحلم بالالتحاق بكلية الإعلام وأشعر بالرعب من ألا يتحقق حلمي، وكأن هذا الحلم هو نهاية العالم. الفشل مؤلم ومخيف خاصة لمن اعتاد من نفسه التفوق، واعتاد منه المحيطون به على تحقيق أفضل النتائج. أتفهم تمامًا الخوف الذي تشعرينه به ولكنك بهذه الطريقة لا تطاردين حلمك وإنما تطاردين الفشل! التفكير المستمر في أنه من المستحيل لأحد أن ينجح، وأن الدراسة صعبة جدًا وأن احتمالات الرسوب عالية لن تقودك أبدًا إلى الوصول إلى حلمك وهو النجاح. لأن كل ما يركز عليه عقلك هو النتيجة السلبية التي يراها حتمية وهي "الفشل" بينما كل ما تحتاجين للتركيز عليه في الوقت الحالي هو القيام بدورك: الاستعداد للامتحانات والمذاكرة بجدية. ركزي على ما بين يديك، وهو التحضير الجيد والمذاكرة والتدريب على إجابة أسئلة الامتحانات وتحفيز نفسك باستمرار على الاستيعاب والتعلم وحل الأسئلة السابقة والاختبارات التجريبية. ما تفعلينه الآن هو أنك تركزي على ما ليس بين يديك وهو النتيجة ومدى صعوبة الامتحان. هذه أشياء لن يمكنك أبدًا التحكم بها. من المهم أيضًا أن تبحثي عن مصدر للدعم، وقد فعل عقلك الباطن ذلك حين زارتك جدتك في الحلم مع رسالة يتصارع فيها أملك وطموحك مع خوفك، فهي تارة تبشرك بالنجاح وفي الوقت نفسه مجموعك الذي تبشرك به لن يحقق لكِ حلمك. أنتِ بحاجة للبحث عن مصدر حقيقي للدعم يشير إلى نقاط قوتك في الدراسة وكيفية تقوية نقاط ضعفك، يطمئنك بشأن مستواكِ الحقيقي، ويؤكد لكِ أنه لا بأس إن لم يتحقق حلمك بالالتحاق بالكلية التي تريدينها يمكنك دائمًا أن تحققي حلمك من خلال كلية أخرى أو الدراسات الحرة. سألتِ في رسالتك عن تفسير للحلم الذي تحول إلى كابوس مقبض في نهايته، لا أجيد تفسير الأحلام ولكنني أراه حلم نفسي بامتياز، أظن أن خوفك هو هذا الشيطان الذي يسخر منك في نهاية الحلم ويبث الرعب في قلبك. كل ما تحتاجينه لتحرقي شيطانك هذا هو أن تتجاهليه تمامًا وتركزي على إيمانك بنفسك وبأنك تفعلين ما في وسعك. وتأكدي أنه ما من شيء سيحول بينك وبين ما هو مقدر لكِ حتى لو اختلفت الطريق إليه قليلا. وتقول الدكتورة ريهام أحمد عبدالرحمن استشاري الإرشاد النفسي والتربوي جامعة القاهرة إن ما تتعرضين له هو دوامة التفكير السلبي والشك في قدراتك الذاتية على النجاح وبلوغ الهدف، وحتما فنظرتك السلبية للأمور بالخوف من المستقبل وقلقك المستمر فيما يخص دراستك سيضعك في دائرة مفرغة من الإحباط وضعف العزيمة وربما الاكتئاب إن لم تواجهي هذه الأفكار السلبية. وتتابع: أنصحك عزيزتي بالتوكل على الله مع السعي بالاجتهاد في تحصيل العلم فقد تعتقدين بأن كلية بعينها هي سبب سعادتك في المستقبل ولكن قد تتفاجئين عند دخولها أنها لا تتوافق وميولك الفكرية والنفسية، ولذلك أنصحك فقط بالاجتهاد ومعرفة أن المستقبل بيد الله عز وجل ولمحاربة هذه الأفكار السلبية فينبغي عليك أولا معرفة السبب المباشر لهذه الأفكار السلبية الناتجة عن شكك في قدراتك الذاتية، فتعرضك للضغط المستمر سواء بوفاة جدتك أو ممارستك للتفكير السلبي وتهويل الأحداث والمواقف، أيضا تعرضك للنقد المستمر من قبل الآخرين، والخوف من المناهج والأسئلة التي تفوق قدرات الطالب على حد تعبيرك جميعها أسباب مباشرة لجعلك تعيشين هذه الحالة من التوتر والقلق والخوف من المستقبل. الشك الذاتي هو الصوت الداخلي الذي يشكك في قدراتك ويبعث بداخلك الإحباط وترقب الفشل،لتصبح لديك قناعات ذهنية خاطئة حول قدرتك على النجاح. وبالتالي عليك بعيش اللحظة الحالية وتجنب اجترار الماضي والخوف من المستقبل، احرصي أيضا على ممارسة التوكيدات الإيجابية مثل:" وما توفيقي إلا بالله"، " أثق بنفسي وبقدراتي" طبعا مع أخذك بالأسباب والسعي نحو التميز والنجاح. عندما تراودك هذه الأفكار السلبية احرصي على التقرب من الله تعالى وقضاء بعض الوقت مع الاشخاص الإيجابيين والداعمين لك. أيضا ممارسة الخيال والتصور لكل ما ترغبين به فالتفكير الإيجابي يولد لديك الدافعية للعمل والإنجاز. أنصحك أيضا بالابتعاد عن الضغط النفسي والقلق المستمر بشأن المستقبل، فهذا ما جعل عقلك الباطن يتأثر بهذه الأفكار فأصبحت تراودك الأحلام المزعجة. وأخيرا.. أنصحك بالاجتهاد والمثابرة واختيار الكلية التي تتوافق مع قيمك وميولك ومتطلبات سوق العمل لتحققي النجاح والتميز. فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة. يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى[email protected]أوالرابط المباشر.




الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;