"أنا شابة في العشرين من العمر، تقدم لخطبتي شاب مقتدر ماديًا وأهله محترمين ويحبوني وتربطنا بأهله صداقة قوية وهو محترم ومطيع لأهله وطموح في عمله وقريب من الله ويحترم أهلي. تمت قراءة الفاتحة ولكننا لم نأخذ بعد خطوة الخطوبة وإشهار الارتباط، لكني مترددة هل أستمر في الارتباط أم أنهي الموضوع لأنني لا أتقبله شكلاً نهائيًا ولا أتقبله كحبيب وزوج، لا أتقبل أن أكمل معه باقي عمري وأتخيل أنه زوجي ونخرج معًا ونكون أسرة.
لا أحس كلامه ولا مشاعره رغم أنه يحبني جدًا لكن حبه لا يصلني وعاجزة عن مبادلته المشاعر أو الكلام. حاولت مع نفسي كثيرًا لكني لا أعتبره أكثر من أخ أو صديق. حاولت التبرير له أني لا أبادله الكلام والمشاعر بسبب خجلي وأني أحتاج وقت لأعتاد عليه وأرتاح وأصبحت حتى أتهرب من الكلام معه وأدعي أني نائمة. أصبحت أشعر أني أضحك معه مجاملة وأشعر بالملل في كلامنا وأريد أن أنهي المكالمة.
ما يجعلني مترددة في إنهاء الارتباط أني أحب أهله وأرتاح لهم وأخشى أيضًا أن تتوتر العلاقة بين أهلي وأهله إذا أنهيت الارتباط خاصة أن أهلي مقتنعين أنه نصيبي وفيه الخير. ما يزعجني أكثر أنه تصدر عنه ذلات تجعلني أشعر أن شهوته المسيطرة عليه وليس مشاعره وأنا أشعر بالقلق من اندفاعه في الكلام وأحس أنه حرام وأحيانًا أعذره وأقول إن ذلاته ناتجة عن حبه ولكن في النهاية النتيجة واحدة أني أشعر بالخوف وبالانزعاج منه. مؤخرًا حدثت بيننا مشكلة شعرت أنها جرحت كرامتي فأصبحت منزعجة تمامًا منه وغير مستعدة لمسامحته ولا أتقبل أن أتكلم معه مرة أخرى، والأسوأ من ذلك هو أنه لا يوجد أي شغف أن أكلمه ولا أشعر أني أفتقده.
اتفقت معه أن نتعامل كأصدقاء لأتعود وأرتاح ولكنه يغضب ويستعجلني ويريد أن يقول كلام غزل أو كلام مثير حتى لو لم أرد عليه. دعوت الله كثيرًا وصليت استخارة أكثر من مرة ولكني لا أوصل لحل أبدًا. فما رأيكم؟
القارئة العزيزة، نتفهم تمامًا حيرتك وذلك الخوف والهاجس الشديد من أن تضيعي ما يبدو أنه "فرصة لا تعوض" و"عريس لقطة" يشيد الجميع بأخلاقه وحالته المادية وظروفه والأهم من ذلك بأهله الذين يبدون لكي كمنطقة راحة وخيار آمن لأنك تعرفينهم بالفعل ويعرفونك فلن تشعري بالقلق من التوافق معهم أو التوافق بينهم وبين أسرتك.
قبل أن أنقل إليكِ رد المتخصصين على رسالتك، أريد فقط أن أشير إلى الجزء الأخير في رسالتك، تقولين إنك دعوتِ الله كثيرًا وصليتِ استخارة ولكنك لم تتوصلي إلى حل، بينما الإجابة واضحة تمامًا في شعورك بعدم الارتياح تجاهه وعدم تصورك له حبيبًا ثم زوجًا. من المزعج أيضًا أنه لا يحترم ما تتفقا عليه واحتياجك الطبيعي إلى الوقت وإلى استكشافه وبدلاً من ذلك يمطرك بالمشاعر التي يحتاج هو إلى تفريغها وربما لن يفرق معه كثيرًا من يتلقاها. هو يتعامل في هذه المنطقة بأنانية شديدة، وكأن مشاعرك ليست مهمة وكأنه عليه إلهائك أو إغرائك بما يمكن أن يقدمه لكِ من حب بدلاً من أن يترك لكِ الفرصة في استكشاف شخصيته واستكشاف المناطق المشتركة بينكما لتقريبكما من بعضكما ودون أن يترك لكِ الفرصة لأن تتخذي قرارًا لا يتأثر بالعواطف والابتزاز العاطفي.
من المهم أن تصدقي حدسك ومشاعرك، ولا تتهاوني أبدًا بأهمية الشعور بالقبول تجاهه، حيث تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشارى علم النفس والعلاج الأسري إنها تؤيدك تمامًا في إنهاء هذا الارتباط ورفض إتمام الزواج، لأن القبول من أهم شروط وأسس اختيار شريك الحياة.
وتضيف: كل ما تقولينه عن مميزاته من المستوى المادي الجيد والطموح والأخلاق الجميلة والتدين، كلها أمور جيدة ولكنها من دون وجود قبول نفسي وشكلي لا تضمن على الإطلاق حياة مستقرة وسعيدة وإنما قد تتسبب في حياة تعيسة وغير مستقرة، ليس فقط للزوجين وإنما أيضًا للأبناء، فالقبول هو البذرة الأولى للمودة والرحمة بين الزوجين، وهو الذي يجعلهما مستعدان لتقبل متاعب الزواج وتقديم التنازلات الضرورية لتسير الحياة وفي حالة عدم وجود قبول شكلي ونفسي ستكوني طيلة الوقت متحفزة ومستفزة وأقل المشكلات ستبدو ضخمة ومزعجة بالنسبة لكِ.
وتتابع: إرشاد الأهل للابناء وشهادتهم في حق الزوج المحتمل مهمة، من الجيد أن يقولوا إن هذا الشخص مناسب والحياة معه ستكون مستقرة ولكن هذا لا يعني أبدًا أن يجبروا الابن أو الابنة على الزواج، ويجب أن يلاحظوا هم بأنفسهم هل البنت سعيدة بهذا الرجل أم لا، هل لديها شوق ولهفة لرؤيته وتحب أن تبدو جميلة في عينيه أم لا. لذلك تنصحك بإنهاء الخطبة ولا تحاولي أن تضغطي نفسك وتنظري فقط لمميزاته وتتممي الزواج بدون أن تشعري بقبول حقيقي تجاهه.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.