"أنا فتاه في الثلاثين من عمري، تعرضت منذ فترة لأزمة صحية وتعافيت منها الحمد لله، ولكن في الوقت الحالي لا استطيع النوم كما كنت، قد لا استطيع النوم ساعتين يوميًا، لدي قلة تركيز وأحيانًا سرحان ولم يعد لدي رغبة في العمل كما كنت، ذهبت إلى الطبيب وبعد إجراء الفحوصات نصحني بالذهاب إلى قسم الطب النفسي، أنا احتاج إلى المساعدة فأنا أعاني من أرق شديد ولدي الكثير من المشكلات في حياتي، ماذا أفعل؟.
القارئة العزيزة نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية والذي قال: بداية نشكر الله على سلامتك وتعافيكِ من الأزمة الصحية وندعو لكِ بدوام السلامة والصحة. نقول أولًا وأن في مثل هذه السن نادرًا ما تكون المشكلات العضوية هي المسبب الرئيسي لقلة النوم، فتكون اضطرابات النوم بنسبة كبيرة ناتجة عن أسباب نفسية أو ترجع لسبب اتباع عادات خاطئة تؤثر على جودة النوم.
فمن ناحية الأسباب العضوية التي قد تسبب قلة النوم، فرط نشاط الغدة الدرقية وإن كان هذا الأمر قليل الحدوث ولكن علينا استيعاب وذِكر جميع الجوانب المسببة لذلك كنوع من التحوط الطبي أولًا، فمن الفحوصات الهامة الأولية هي إجراء تحليل لهرمون الغدة الدرقية وتحليل صورة للدم لتناول العلاج اللازم إن كان هنالك نقص في قوة الدم ووجود الأنيميا أو إن وجد زيادة في نشاط الغدة الدرقية.
أما من ناحية العادات المكتسبة التي تؤدي إلى الأرق الليلي فبعض الناس يفضلون النوم النهاري لبعض الوقت، والقيلولة التي تزيد مدتها عن خمسة وأربعين دقيقة من المتعارف عليه أنها تسبب ضعف في جودة النوم ليلًا والإصابة بالأرق، وأيضًا قد يرتبط مع البعض شرب المنبهات مثل الشاى والقهوة والمياه الغازية وتناول الشوكولاته ليلًا بضعف النوم، أيضًا كثرة التفكير أو القيام بالأعمال الذهنيه التي تتطلب تركيز ليلًا من العادات الخاطئة التي تسبب الأرق الليلي.
وبناءًا على ذلك نحن ننصح أولًا بالأتي:
- تثبيت وقت النوم يوميًا قدر الإمكان والاستيقاظ في وقت محدد وثابت حتى في أيام العطلة، يساعد الجسم كثيرًا على تحسين جودة النوم وقوته، ويساعد أجهزة الجسم على الاستشفاء والتعافي مما يجعل الإنسان في حالة يقظة ونشاط إذا اتبع ذلك بشكل مستمر.
- الاعتياد على ممارسة رياضة المشي وإدراجها ضمن البرنامج اليومي للتعافي من الأرق وجد أن ذلك يساعد كثيرًا في تحسين النوم، المشي في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة يوميًا يحسن كثيرًا من جودة النوم، ونحن نقول أن جودة النوم دائمًا أهم من عدد ساعاته.
- الصلاه قبل النوم تساعد الإنسان على أن ينام الإنسان ويضطجع بسلام عندما يعلم أن الله ينفرد في طمأنينة يسكنه، فأرجو الحرص على اتباع ذلك لما فيه من راحة للنفس والأعصاب.
- تجنُب النوم النهاري حتى وإن كان الإنسان مجهدًا لتنظيم عمل الساعة البيولوجية في الجسم.
- الحرص على الاستحمام بالماء الدافئ وشرب كوب من الحليب الدافئ قبل النوم لما وجد لهما من فوائد في تحسين قوة النوم، وقد قيل أن استعمال زيت اللافندر يساعد على تحسين النوم لما يحتويه من مواد طبيعية تساعد على الاسترخاء والشعور بالهدوء.
باتباع تلك التعليمات والانتظام عليها سيتحسن النوم بإذن الله وتشعرين بالاسترخاء بإذن الله، هذا إن كان الأمر يتعلق بالنسبة الأكبر بصعوبة النوم فقط، أما إن وجد صعوبة في النوم بالرغم من الحرص على الالتزام واتباع التعليمات لمدة شهر متواصل فهذا قد يستدعي الحديث مع الطبيب أو لزيارة مختص نفسي لأن اضطرابات النوم بشكل عام قد تكون أحد أعراض الإصابة بالقلق النفسي حين يرافق ذلك مشكلات أخرى في الشهية وقابلية الإنسان لتناول الطعام سواء بالزيادة أو بالنقص.
جميعنا نتعرض لمشاكل في حياتنا اليومية، فلا أحد تخلو حياته من المشاكل أبدًا مهما امتلك الإنسان أو ظن أنه سيجد الراحة بمجرد الحصول على شيء معين أو الوصول لمنصب أو غيره، فتلك هي طبيعة الحياة وجزء منها نتعرض له جميعًا كل يوم، الإيمان والثقه بالله واللجوء إليه باستمرار مع السعي والمحاوله دائمًا وعدم الاستسلام للفشل مهما سقطتنا هذا هو ما كل نحتاجه بالفعل، لا تستسلمين أبدًا وأنتِ في سن الطاقات المتجدده أرجو أن تحيطي نفسك دائمًا بمن يشجعك على النهوض والقيام مرة أخرى، احيطي نفسك بكل ما هو إيجابي وتذكري دائمًا أن نعم الله ومراحمه متجدده ما دمنا أحياء ونجتهد.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.