إزاى نعرف الفرق بين القلق الطبيعي والمرضي.. وكيف نعالجه؟

في عصرنا الحالي، أصبح القلق والتوتر من السمات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، ومع ذلك، هناك فرق بين القلق الطبيعي الذي يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان، وبين القلق المرضي الذي يعتبر اضطرابًا نفسيًا يؤثر على حياة الأفراد ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية أكبر. ويقول د.ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية والإرشاد النفسي والزواجي إن القلق يعد أحد المشاعر الإنسانية التى قد خلقها الله بداخل كل منا فهو ليس مرضًا أو اضطراب فى حد ذاته، فالقلق في النطاق الطبيعي يعرف بأنه دافع ووقود لاستمرار الشغف والسعي للتقدم نحو الأفضل وآداء المهام المطلوبة على نحو أمثل، ولكن علينا أن نميز بين القلق الطبيعى واضطراب القلق المرضى. ويوضح: من كان لديه اجتماع أو امتحان أو مقابلة وظيفية أو موعد هام سيترتب على نتيجته شيء هام فمن الطبيعى والمؤكد أن يكون الإنسان حريصًا تجاه ذلك فى عدة محاولات منه ليصبح الوضع فى أفضل حال يمكن أن يوجد عليه، وهذا الحرص يجعله يبذل فيما وسعه وطاقته فعله بالكامل، ويسمى ذلك في عجلة المشاعر الإنسانية كما هو متعارف عليه بين علماء النفس بالقلق الذي يُحَسِن الأداء ويولد الإستعداد للمواجهة، أى الحرص الطبيعي، فقد أكدت الدراسات لنا أن القلق البسيط يؤدى إلى العمل بأفضل شكل ممكن. القلق المرضي والأعراض الجسدية أما إضطراب القلق والذى عادة ما تُصاب به النساء بدرجة تفوق الرجال بالضعف بحسب الدراسات وربما أكثر من ذلك فيظهر فى الاعتقاد الدائم بأنه هناك أشياء سيئة وربما كوارث يمكن أن تحدث قريبًا، وتلك الأشياء فى وجهة نظرهم ليس لديهم أى دور شخصي إطلاقًا فى السيطرة عليها أو التحكم بها، مما يؤدى بذلك إلى حدوث تغيرات جسدية كاستثارة الأعصاب وزيادة معدل نبضات القلب وسرعة التنفس والصداع والارتعاش ومشاكل القولون العصبي، وفى تلك الأحوال يؤدى القلق المرضي إلى هروب الإنسان من مصدر القلق لأنه لا يستطيع مواجهته بمفرده مع بقاء تلك الأعراض الجسدية قائمة. مدة استمرار الأعراض ويصنف القلق هنا كاضطراب رئيسي إذا استمرت الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ويظهر القلق فى عدة صور مختلفة كاضطراب القلق العام والوسواس القهرى واضطراب الهلع والكارب المرتبط بالصدمات وذلك بحسب الدليل التشخيصي والاحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي. عدم الاستمتاع بالحياة ومن أهم السمات التى ترافق اضطراب القلق هو الشعور بالهم والغم بشكل مستمر لمدة طويلة بطريقة تُعيق الإنسان عن التمتع بالحياة بشكل عام ومباهجها ظنًا من الشخص أن الهموم ستظل ترافقه بشكل مستمر، وعادة ما يبدأ ذلك خلال سن المراهقة إلى أن يتطور الأمر ويصبح اضطرابًا عند إهمال العلاج. علاج اضطراب القلق أما عن تحديد العلاج المناسب له فيعتمد على عدة أمور فيها يجب مراعاة درجته وشدته والتى تتحدد بإختلاف درجة الثقافة الشخصية والخبرات الحياتية والاستعداد الوراثى لذلك والذى تترواح نسبته ما بين20% إلى 40% ويجب أن نضع فى الحسبان مدة التعرض للقلق ومدى تراكمه، وبناءً عليه يتم تحديد البرنامج العلاجى الأنسب لكل شخص على حدة. ولعل من أقوى العلاجات النفسية لاضطراب القلق هو التدريب على ما يعرف بالتفكير الإيجابي العقلاني ونستخدم فى ذلك إسلوب التحصين التدريجى عن طريق التعرض المدروس تدريجيًا للعديد من المواقف التى تسبب القلق للمريض واقتحامها ومساعدته على تغيير نمط تفكيره، والذي يؤدي إلى تغيير مشاعره ثم سلوكه، أيضًا تساعد تدريبات الاسترخاء والتنفس البطني وكتابة ملاحظات اليومية عن أضرار الهموم على حياتنا فقد وجد في ذلك أمر إيجابي في رحلة العلاج النفسي، وقد يتم استخدام مضادات الاكتئاب أيضًا كعلاج مساعد ذلك لأن اضطراب القلق يرتبط بالخلل فى المواد الكيميائية فى الدماغ "السيروتونين والنور أدرينالين" فإذا استمر الأمر لفترة تتجاوز الستة أشهر يرجي مراجعة الطبيب النفسي لتأكيد التشخيص وإتباع التعليمات اللازمة.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;