"نفسي أغير من شخصيتي.. نفسي أبقى إنسان سوي وأتعامل مع الناس بكل اجتماعية وتلقائية بدل الفراغ اللي فيه حياتي".. على عكس المعتاد، بدأ رسالته بمطلبه الأهم، ثم حكى: أنا شاب عندي 19 سنة. أعاني من وسواس قهري يسبب لي عدم ثقة في النفس ورهاب اجتماعي وعزلة. نتيجة طفولة تعيسة جعلتني أخاف من التفاعل مع الناس والحديث معهم وأشعر طوال الوقت برهبة وتوتر في القلب.
كل هذا حدث بسبب أهلي، خاصة أبي وأعمامي. دمروا حياتي رغم أني لم أعش معهم، ولكنهم عند انفصال والدي عن والدتي تركوني عند أمي ولم يسألوا عني ولا حتى بمكالمة. قاطعوني وكأنهم قرروا التبرؤ مني رغم أني لم أرتكب أي خطأ. والجميع يشهدون بحسن أخلاقي. تركوني مع أمي في ظروف صعبة جدًا، مالية ونفسية ولا أحد يشعر بألمي. وأصبح عندي اكتئاب من كثرة الألم والضغوط.
بسبب كل هذه الضغوط أصبحت شخصيتي ضعيفة، شبه منعزل عن الناس. قرأت كثيرًا في علم النفس وأعرف أني عندي وسواس قهري وأمراض أخرى نفسية كثيرة، لكني لا أعرف كيف أعالج نفسي. أنا متأكد أني مضطرب ذاتيًا وبحاجة إلى مساعدة لكني لا أعرف الحل، هل يمكن أن تساعدوني؟ هل يمكن أن يتطوع طبيب لعلاجي مجانًا لأني غير قادر على علاج نفسي أو تحمل تكلفة العلاج بنفسي.
****
القارئ العزيز، نشكر لك ثقتك وشجاعتك في البحث عن حل لمشكلتك، ورغبتك الحقيقية في الوصول إلى حل وممارسة حياتك بشكل طبيعي. نقلنا استشارتك وطلبك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: ما يتبين لنا من رسالتك هو أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي وليس الوسواس القهري، ومن المتعارف عليه أن الرهاب الاجتماعي له عدة درجات فقد يكون رهاب نوعي خاص بمواقف معينة وفي ظروف محددة فقط، وقد يكون رهاب مطبق أي شديد في صورته الكاملة والذي يظهر في جميع الأوقات، وهذا النوع عادة يبدأ منذ الطفولة ويستمر مع الإنسان إلى مرحلة المراهقة وما بعدها.
وقد وجد أن ذلك يرجع إلى عوامل بيلوجية تتمثل في خلل واضطراب في موصل كيميائي في الدماغ يسمى السيروتونين، وقد يكون نتيجة عوامل بيئية مكتسبة مثل الخبرات السلبية خاصة مع الأهل وتكرار الفشل عدة مرات.
والعلاج هنا يتم تحديده بناءً على درجة القلق والتوتر ومدى شدته واستمراره ولكننا لا ننصح أي شخص يشعر باليأس أو الحزن بقراءة أعراض الاضطرابات النفسية بشكل عام فالكثير منهم يشخص نفسه بمسميات واهية لا أساس لها من الصحة وينسب لنفسه كل ما يقرأ وكأن كل أعراض الأمراض النفسية تنطبق عليه، هذا من الناحية المهنية خطأ وأمر غير سليم، فالذي يجب أن يشخص المرض والاضطراب بدقة هو الطبيب والمعالج النفسي المختص في ذلك، ومن هذا المنطلق أنا لا أؤيد ما قد أنسبته لنفسك وهو إصابتك بالوسواس القهري فهذا الاضطراب له أعراض مختلفة أنت لم تذكرها.
أيضًا تشخيصك لنفسك بأنك تعاني من الاكتئاب هو تشخيص غير دقيق فأنت قد ذكرت أنك تريد أن تغير من نفسك ومن شخصيتك وتطورها للأفضل ونحن بإذن الله سنساعدك على ذلك، ولكن هذا الطموح وتلك الإرادة الظاهرة في كلماتك بأنك تريد تحديد هدف لنفسكوالاندماج مع الآخرين هي أعراض تتنافى مع إصابتك بالاكتئاب، فمريض الاكتئاب بشكل عام لا يريد التغيير ولكنه يريد فقط إلحاق الأذى بنفسه مع محاولات التخلص من حياته وأنت لم تذكر ذلك وطموحك هذا سوف يسرع من عملية العلاج وسرعة الشفاء من تلك المشاعر بإذن الله.
أريد أن اطمئنك وأطلب منك ألا تلصق بذاتك تلك المسميات فأنا لا أرى أنك تعاني من الاكتئاب في صورته السريرية الواضحه ولكنك تشعر بضعف الثقة في نفسك وصعوبة القدرة على الاندماج والتفاعل الاجتماعي وهذا ما يعرف باضطراب الرهاب الذي يظهر في عدة صور واضحه كالتلعثم أثناء الحديث والشعور بأنك مراقب من الآخرين وأنهم سيسخرون منك بمجرد الحديث وهذا لن يحدث في الواقع كثيرًا فلا أحد يركز معك بالشكل الذي تتصوره فلكل إنسان اهتمامات ومشغوليات مختلفه عن الآخر.
نثني على أخلاقك ونمتدحها ونؤكد لك أن أخلاق الإنسان هي عنوانه والأهم في حياته وكما يقال أن أعظم استثمار في حياة الإنسان هو الاستثمار في أخلاقه وأعماله وكما قال الحكيم عمرك ما هو إلا عملك في حياتك وأثرك في وجودك.
نحن على استعداد لتقديم العون والمعونة لك من هذا المنبر المفتوح لمساعدة الجميع وهو خدمة وشوشة لطالما أردت التغيير والتطور سوف نتواصل معك لنضع قدمك على بداية رحلة وطريق التغيير وثق أن عملية العلاج النفسى هي أمر سري جدا ولا يمكن لأحد الاطلاع عليه والله الموفق.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.